يعرف سوق الجملة للخضر والفواكه ببوقرة بولاية البليدة حركية كبيرة عشية شهر رمضان الكريم المعروف عنه تهافت المواطنين على أسواق الخضر والفواكه للتزود بالمنتجات الغذائية، وحسب الأصداء الأولى فقد ارتفعت الأسعار بشكل ملفت للانتباه وهو ما أرجعه التجار ومسير السوق السيد حكيم حتوم إلى نقص الإنتاج بالدرجة الأولى وبالتالي حدوث خلل بين العرض والطلب، نافيا أن تكون المضاربة وراء موجة التهاب الأسعار التي توقع أن تدوم هذه المرة أكثر من أسبوع خلال الشهر الكريم. وكشفت لنا الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى الممون الرئيسي لأسواق التجزئة بأكثر من خمس ولايات ومنها العاصمة الارتفاع المذهل لأسعار مختلف المنتجات الفلاحية التي تدخل السوق من 48 ولاية، حيث ارتفعت أسعار البطاطا إلى سقف 35 دج للكيلوغرام الواحد وهو ما دفع بالسلطات الفلاحية إلى الشروع في توزيع المنتجات المخزنة في إطار ''سيربلاك'' لحماية توازن السوق. من جهتها عرفت أسعار البصل ارتفاعا قياسيا هذه السنة بعد بلوغها سقف 25 دج للكيلوغرام الواحد وهي مرشحة للارتفاع أكثر على حد تعبير احد التجار الذي ارجع الأمر إلى نقص المنتوج، أما بخصوص الطماطم فقد استقرت أسعارها في حدود 25 و30 دج، الكوسة 30 دج، الفلفل الأخضر بين 50 و70 دج، الجزر 20 دج، الفاصوليا الخضراء 120 دج. الأسعار المتداولة في سوق الجملة تخضع - على حد تعبير مسير السوق السيد حكيم حتوم - لقانون سوق العرض والطلب من منطلق أن الأسعار لا تختلف من تاجر إلى آخر، مرجعا سبب ارتفاع الأسعار عشية شهر رمضان إلى نقص المنتوج الفلاحي بسبب موجة الحر الشديدة التي عرفتها عدة ولايات من الوطن خلال الأسابيع الفارطة، مما صعب من عملية جني المنتوج لدى العديد من الفلاحين الذين لم يجدوا اليد العاملة. من جهتهم أرجع التجار سبب الأسعار المرتفعة إلى عزوف الفلاحين عن بيع منتجاتهم التي لا تزال على الأرض خاصة بالنسبة للفواكه التي تضاعف سعرها خلال الأيام الفارطة، وهو ما أكدته لنا الجولة الميدانية حيث ارتفع سعر ''الناكتارين'' إلى 230 دج للكيلوغرام الواحد والخوخ إلى 130 دج، أما العنب فيتراوح سعره حسب نوعيته من 80 إلى 130 دج، الموز هو الآخر ارتفع سعره إلى سقف 120 دج، الاجاص لمحلي بلغ سعره 140 دج في حين يتوقع التجار ارتفاع سعر البطيخ الأحمر والأصفر بعد أن ارتفعت أسعار الجملة إلى 30 و40 دج ليبقى المنتوج الوحيد الذي يغزو سوق الجملة بنسبة تزيد عن 60 بالمائة، الأمر الذي دفع بمسيري السوق إلى تخصيص احد أقسام السوق للدلاع وحده، مما جعل احد التجار يعلق ''سيكون رمضان هذه السنة خاص بالدلاع وحده''. الليمون والتمر الغائبان الرئيسيان وعن ندرة بعض المنتجات لهذه السنة تطرق التجار لنقص إنتاج الليمون مما سمح بارتفاع أسعاره إلى سقف 160 دج للكيلوغرام الواحد بسوق الجملة الأمر الذي ستجعل سعره بالتجزئة يزيد عن 200 دج خلال الأيام الأولى من شهر رمضان على حد توقعات تجار الجملة. أما بخصوص منتوج التمر فيتوقع مسير السوق أن تدخل الأيام القليلة القادمة لسبع شاحنات معبئة بالتمر لتدعيم التاجر الوحيد على مستوى السوق الذي حدد سعر الكيلوغرام الواحد من دقلة نور في سقف 300 دج أما تمر ''العرجون'' فقد حدد سعره في سقف 500 دج، وهي مرشحة للارتفاع حسب الطلب والعرض خلال الأيام القليلة القادمة وعن توقعات تجار الجملة لبورصة الأسعار خلال شهر رمضان اجمع الكل على ارتفاعها لمدة تزيد عن 15 يوما عكس السنوات الفارطة، مرجعين السبب إلى نقص الإنتاج بسبب موجة الحر الشديدة التي أدت إلى إتلاف عدة منتجات فلاحية، من جهة وعجز الفلاحين عن جني محصولهم. وبخصوص دخول المنتجات المخزنة في إطار نظام ''سيبرلاك'' سوق الجملة وهي الممثلة أساسا في منتوجي البصل والبطاطا. أشارت مصادرنا من السوق أنها منتظرة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، وسيتم توزيعها انطلاقا من غرف التبريد بكل من ولايات عين الدفلى والبليدة وعدد من ولايات الجنوب، في حين تبقى أسعار باقي المنتجات تحت طائلة قانون السوق الخاص بالعرض والطلب.