تتواصل وإلى غاية التاسع من هذا الشهر فعاليات الأسبوع الثقافي الاسباني بالجزائر الذي افتتحته نهاية الأسبوع الماضي وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي رفقة سعادة سفير اسبانيابالجزائر السيد خوان لينيا والأمين العام المكلّف بالتعاون والاتصال الثقافي لدى وزارة الثقافة الاسبانية السيد كارلوس ألبرتي· وأشارت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي إلى أنّ الجزائر قريبة من اسبانيا ليس فقط في الجانب الجغرافي وحسب وإنما أيضا في الإطار الثقافي والتاريخي، مضيفة أنّ الجزائر احتضنت في زمن مضى الجمهوريين الأسبان الفارين من الحكم الفاشي، وذلك عقب افتتاحها للأسبوع الثقافي الاسباني الذي شمل في يومه الأوّل نشاطين ثقافيين حول الفلامنكو يتمثّل الأوّل في معرض للصور بقاعة "فرانس فانون" تحت عنوان "فلامنكو للجميع" والثاني حفل فني دام قرابة الساعتين بقاعة "ابن زيدون"، ودعت الوزيرة في هذا السياق إلى أن تعمل الجزائرواسبانيا في صنع ثقافة تناهض المشاكل السياسية والاقتصادية، وتساعد بلاد الأندلس بلدنا الشاب في مجال التكوين ضمن مختلف الإطارات· من جهته، اعتبر سعادة سفير اسبانيابالجزائر السيد خوان لينيا أنّ هناك نقصا في التعارف الثقافي بين الجزائرواسبانيا، مطالبا بذلك في الإسراع في تحقيق عمل طويل المدى لسدّ هذا النقص لأنّ الثقافة -حسبه- تلعب دورا كبيرا في توطيد العلاقات بين الدول، أمّا الأمين العام المكلّف بالتعاون والاتصال الثقافي لدى وزارة الثقافة الاسبانية السيد كارلوس ألبرتي فقد أكّد أهمية مثل هذه التظاهرات في تعريف الجزائريين بثقافة بلده بعدما تعرّف الإسبان بجوانب من الثقافة الجزائرية في الأسبوع الثقافي الجزائريباسبانيا الذي نظم في ديسمبر2006 · وتمّ خلال هذه التظاهرة افتتاح معرض الصور تحت عنوان "فلامنكو للجميع" يضم 103 صورة تظهر الفلامنكو رقصا، عزفا وغناء في كلّ حالاته، وتعرّف بألمع مؤديه كخوسي مارسا دياث ماروتو، شين يامازاوا والستون لكارلوس· وعقب افتتاح معرض الصور هذا، تمّ إحياء حفل فني مع الموجة الجديدة للفلامنكو قدّمه المطربون أليثيا خيل، روبرتو لورنتي ودابيد مالدوندو، إلى جانب العازفين كارلوس مالدوندو، مانويل سوتو سانتشيث، مانويل إسبينوسا والراقصين ماريا بالميرو، إنما أورتيغا وسرخيو أرندا، وتجاوب الجمهور الحاضر بالإيقاعات السريعة للفلامنكو وكذا بالغناء الشجي للمطربين علاوة على الرقصات المميزة المعبّرة عن تنوّع إيحاءات الفلامنكو· الفلامنكو هو الفن الذي اقترن بالليل فلم يعد يستطيع أن يفارقه وإن كان يشعر في صحبته بالكثير من الآلام، نشأ في أرض الأندلس الجميلة وارتحل بعدها إلى العالم الأوسع حاملا أحاسيسه المرهفة وحضوره القوي، هو فن الأوجاع وهو أيضا فن التعبير عن الأوجاع، هو فن يصرخ بجماليات قلّ نظيرها ومع ذلك فإنّه يصل إلى القلوب ويقتحم الأرواح بدون استئذان· للإشارة، خصّص لهذه التظاهرة برنامج متنوع يضمّ لقاءات أدبية، حفلات موسيقية، ورشات تكوينية حول فن الفلامنكو والفن التشكيلي، وسيضمّ برنامج يوم السبت لقاء مع خوسي منويل فاخارو في غياب الكاتب واسيني الأعرج، وذلك بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة عند الثالثة مساء، محاضرة لكاتبة الرواية البوليسية أليثيا خيمينيث بارتلت بجامعة وهران عند الثالثة، ورشة حول الفلامنكو بالمعهد العالي للموسيقى وحفل "لاموسغانيا" بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران·