يحرص الفنان الكبير أكلي احياثن، أن يكون في موعد السهرات الرمضانية، مستغلا هذه المناسبة لتقديم فنه الراقي الموجه أساسا للعائلات والجمهور الذواق عموما. يضبط الفنان مواعيده من خلال السهرات الرمضانية التي يحييها في العاصمة خاصة، والتي يجلب إليها جمهورا غفيرا تعتبر العائلات سواده الأعظم. تختلف حفلات هذا الفنان العملاق عن حفلات غيره، حيث ورغم الحضور المكثف، فإن الصمت والسكون هو السائد ليستطيع الجميع إدراك الكلمات التي يتغنى بها المطرب والتي غالبا ما تكون راقية ومعبرة تمس الوجدان في أعماقه. يحرص هذا الفنان على افتتاح حفلاته بالمديح الديني الذي يؤديه بإحساس وبدون تكلف، وغالبا ما يكون في مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام مع الالتزام بألحان وخصوصية الموسيقى القبائلية، فتراث المديح في الغناء القبائلي زاخر ومليء بالكنوز، ناهيك عن أغاني يحياثن في هذا الجانب من الغناء. كثيرا ما يكون التواصل المباشر بين الفنان وجمهوره، لذلك يسعى يحياثن إلى تلبية طلبات الحضور الذي غالبا ما يطالبه بروائعه. وللفنان حضور متميز على الخشبة وله قدرة عجيبة على شد انتباه الجمهور إليه طوال الحفل، كما أنه مثال للفنان الجزائري الخلوق المتميز بحضوره واحترام الجمهور له. يحياثن من رواد الأغنية الجزائرية، مؤلف وملحن، ومغن بالقبائلية والعربية، من روائعه بالعربية أغنيته ''يا المنفي'' التي وصلت أصقاع العالم والتي أعادها عدة فنانين وهذه الأغنية أداها إثر اعتقاله بالسجن بعد أن التحق بصفوف ثورة التحرير. عاش الفنان مع أبناء جيله من مشاهير الأغنية الجزائرية الذين عرفهم بأرض المنفى، فرنسا، منهم الشيخ الحسناوي الذي أهداه آلة موندول لا يزال يحياثن يحتفظ بها حتى الآن، واحتك مع سليمان عازم وزروقي علاوة وغيرهم كثير، كما جمعته علاقات مودة مع فنانين آخرين داخل الوطن. يفضل الفنان الحفلات على تسجيل الألبومات، خاصة بعد انتشار ظاهرة القرصنة، وأصبح يميل أكثر إلى الالتقاء المباشر مع جمهوره سواء بالجزائر أو فرنسا. من روائعه ''أثمورثيو ثمورث إيذورار'' (يا بلادي يا بلاد الجبال) و''الفراق بزاف يوعار'' ''يا لعلام''، ''أرّاس أوال''، ''الغربة ثوعار''وغيرها من الروائع. للتذكير، فإن الفنان من مواليد سنة 1933 بأيت منداس ببوغني ومغترب بفرنسا منذ سنة ,1950 لكن حنينه إلى وطنه وجمهوره لم ينقطع قط.