ارتفعت حركة تنقل البضائع بسوق الجملة ببوقرة، ولاية البليدة، خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم، الأمر الذي أثر على بورصة الأسعار التي استقرت في عتبة ''المعقول'' على حد تعبير عدد من التجار ومسير السوق السيد حكيم حتوم، وذلك بعد أسبوع كامل تميز بارتفاع جنوني لأسعار الخضر والفواكه أرجعها المتتبعون إلى ارتفاع الطلب مقارنة بالعرض مع دخول المضاربين السوق. كشفت لنا الزيارة الاستطلاعية التي قادتنا، أول أمس، إلى سوق الجملة للخضر والفواكه ببو?رة الممون الرئيسي لأسواق التجزئة بالعاصمة انخفاضا محسوسا في بورصة أسعار مختلف المنتجات الفلاحية التي استقرت في عتبة ''المقبول'' على حد تعبير عدد من التجار الذين أكدوا لنا توفر المنتجات الفلاحية بشكل جعل العرض يفوق الطلب، الأمر الذي أضفى على سوق الجملة حركية كبيرة، خاصة بعد دخول تجار الولايات الجنوبية المعروفة بالمنتجات الفلاحية المبكرة وهو ما وضع حدا للمضاربة بعدد من المنتجات غير الموسمية. وبالنسبة للأسعار المتداولة، فقد استقرت أسعار البطاطا التي تعد من المنتجات واسعة الاستهلاك في حدود 25 دج بعد تدخل مصالح وزارة الفلاحة عبر مخطط ''سيربلاك'' لدحر المضاربة بالمنتوج، في حين انخفض سعر الكوسة إلى 20 دج بعد أن فاق سعرها ال100 دج خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، أما الطماطم فقد استقر سعرها في حدود45 دج، الخس 45 دج، الفلفل الأخضر 60 دج، الجزر35 دج، البصل15 دج، وهي الأسعار التي علق عليها الجميع بأنها عادية في مثل هذه المواسم، أما بالنسبة للفواكه فلا تزال أسعارها مرتفعة بأسواق الجملة لأسباب عديدة أرجعها التجار إلى المضاربة بالدرجة الأولى بسبب الإقبال الكبير عليها من طرف الصائمين، بالإضافة إلى تأخر عمليات جني المحصول بعدد من الولايات بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر اليد العاملة في هذا الشهر بالذات بسبب نوعية العمل المتميز بالإرهاق، وهو ما جعل سعر الخوخ يتراوح بين 60 و150 دج حسب نوعيته، الناكتارين200 دج، الإجاص50 دج، العنب بين 80 و120 دج، أما فاكهة الفصل المتمثلة في البطيخ الأحمر فقد استقر سعره بين 20 و35 دج والأصفر ب40 دج وهو الذي ارتفع سعره خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم إلى60 دج، أما التمر فيتراوح سعره بين 350 و400 دج للكيلوغرام ليبقي الغائب الأكبر في سوق الجملة، الليمون الذي لا يزال سعره مرتفعا في حدود150 دج، الأمر الذي دفع ببعض المستوردين إلى اللجوء للأسواق الأوربية لتموين السوق بنوع جديد من الليمون بسعر200 دج لكن الإقبال عليه يبقى ضعيفا على حد تعبير التجار. وما ميز سوق الجملة هذه السنة هو لجوء العائلات إليه خاصة خلال نهاية الأسبوع للتبضع بسعر الجملة، حيث يفضلون اقتناء طلباتهم بالكميات الكبيرة ويتقاسمونها مع الجيران والأهل عوض التنقل يوميا لأسواق التجزئة ليكونوا تحت رحمة تجارها، وهو ما أكده لنا الحاج طاهر الذي كان رفقة صديق له يتجولان وسط التجار لاختيار مستلزماتهما ''تعودنا كل سنة أن نزور المكان لما يوفره لنا من منتجات طازجة وذات جودة بأسعار الجملة، ليتم اقتسام المنتوج فيما بيننا، وهكذا في كل مرة نكون قد وفرنا أكثر من1000 دج من ميزانية التسوق خلال هذا الشهر''. من جهتها، وجدت الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر الجزائري طلباتها بخصوص مطاعم الرحمة من تصدقات التجار أنفسهم الذي لا يتوانون في مد يد المساعدة لممثلي الجمعيات الذين يترددون على السوق مرة كل أسبوع وبالتنسيق مع مسير السوق يتم جمع تبرعات التجار لصالح هذه الجمعيات وهو ما يعتبر لفتة تضامنية من تجار الجملة. بالمقابل، شهدت أسواق التجزئة انخفاضا في الأسعار المتداولة حتى وإن بقيت بعيدا عن المعقول حيث تتراوح هوامش الربح بين40 و60 دج للمنتوج الواحد منها الخس الذي ارتفع سعره إلى60 و80 دج والكوسة50 دج والطماطم60 و70 دج، أما أسعار الفواكه فحدث ولا حرج، حيث تبقى سيدة الموقف عبر جميع أسواق التجزئة، فلا ينخفض سعر الكيلوغرام الواحد من العنب عن ال150 دج بالنسبة للنوعية الجيدة و100 دج للنوعية الرديئة، الخوخ بين120 و200 دج حسب النوعية والحجم، التفاح بين60 دج للمنتوج المحلي و180 دج للمنتوج المستورد، ويبقى المواطن البسيط خلال هذا الشهر الكريم بين المطرقة والسندان، فهو مطالب بتوفير ما يسد رمقه خلال هذا الشهر لكن جشع بعض تجار التجزئة واستغلالهم غياب الرقابة بحجة أن السوق مسير بقانون العرض والطلب، جعلت المواطن الضحية اختلال التوازن بين الأسعار المتداولة في أسواق الجملة وتلك المعلنة في أسواق التجزئة ككل.