وجهت الحكومة الليبية، أمس، مجددا دعوة لوقف فوري لإطلاق النار والتوجه إلى حوار يضم جميع أطراف الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سبعة أشهر من أجل التوصل إلى تسوية سلمية وشاملة.وقال رئيس الوزراء الليبي بغدادي المحمودي ''لقد حان الوقت لوقف فوري لإطلاق النار'' وأضاف ''إننا مستعدون لبدء حوار فوري من أجل وضع نهاية للأزمة''. ولكنه بالمقابل استبعد أي رحيل للعقيد معمر القذافي وقال إن هذا الأخير لن يكون محلا للنقاش. وجدد المحمودي هذا الموقف رغم أن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الوطني الذي شكلته المعارضة في بنغازي لا يفوت فرصة إلا ويؤكد فيها أن المعارضة لن تقبل بأي مفاوضات قبل رحيل القذافي. ولكن رئيس الوزراء الليبي أشار إلى أن ''كل الاتصالات تجرى الآن بما يكفل البدء في حوار سياسي يكفل المعالجة السلمية التي تشكل الرغبة الأكيدة لكل الليبيين''، وقال ''نحن لازلنا مصرين على أن يتم الموضوع في جلسات سلمية بالحوار الهادف للوصول إلى حل يخدم كل الأطراف''. واعتبر أن دخول أطراف أخرى في الأزمة الليبية'' عقدها وجعل الحل صعبا من الناحية السياسية'' داعيا المجتمع الدولي وعلى رأسه الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية إلى التعاون في الوصول إلى حل مرض في هذه المرحلة. لكنه أكد أن ''الوضع في ليبيا لا يزال قويا ولا زالت الدولة تسيطر على كل مؤسساتها''. وكانت المعلومات تضاربت في الفترة الأخيرة حول حقيقة إجراء مفاوضات بين الفرقاء الليبيين، ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر أجنبية على صلة بالأزمة الليبية عقد لقاءات جمعت مسؤولين بين نظام العقيد معمر القذافي وممثلين عن المعارضة واصلت هذه الأخيرة نفي أي اتصال لها مع طرابلس. وتأتي دعوة طرابلس لوقف إطلاق النار لتؤكد التقارير الإعلامية التي تشير إلى تقدم مسلحي المعارضة في أرض المعركة خلال الفترة الأخيرة بتمكنها من السيطرة على مدن جديدة باتجاه الغرب الليبي. وأفادت آخر هذه التقارير أن المتمردين أكدوا فرض سيطرتهم على مصفاة الميناء الاستراتيجي لمدينة الزاوية القريبة من العاصمة طرابلس وهو الأمر الذي نفته هذه الأخيرة وأكدت أن قواتها لا تزال تسيطر على هذه المنطقة. وكان المتمردون فتحوا منذ الأربعاء الأخير ثلاث جبهات للقتال الأولى بمدينة عجيلات بالغرب والثانية بمدينة الهيشة الواقعة بين مدينتي مصراتة وسيرت مسقط رأس العقيد القذافي وثالثة بجنوب غرب الصحراء الليبية. كما نشبت بالتزامن مع ذلك معارك بمدينة البريقة الشرقية والزاوية الواقعة على بعد حوالي 40 كلم غرب العاصمة طرابلس. وتمكن المتمردون من التقدم باتجاه هذه المناطق بفضل الغطاء الجوي الذي توفره لهم طائرات حلف الناتو والتي لم تتوقف ليلة الخميس إلى الجمعة عن شن مزيد من الغارات ضد العاصمة طرابلس حيث سمع دوي عدة انفجارات بمنطقة إقامة العقيد الليبي. وكثف الطيران الحربي الأطلسي في الآونة الأخيرة من غاراته الجوية بمحيط العاصمة طرابلس في مسعى لإرغام العقيد القذافي على الاستسلام والتنحي عن السلطة لصالح المعارضة المسلحة. وعلى الصعيد الإنساني أدى استمرار المواجهات في ليبيا إلى تدهور الوضعية الإنسانية في عديد المدن المتضررة بما أثار قلق اللجنة الدولية للصليب الأحمر من إمكانية حدوث كارثة إنسانية وشيكة في صفوف السكان. من جهتها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن آلاف المهاجرين لا يزالون محاصرين في العاصمة طرابلس وينتظرون ترحيلهم كونهم لا يستطيعون المغادرة عبر البر باتجاه تونس بسبب المعارك المستمرة بين المتمردين والقوات النظامية في غرب البلاد.