تضاربت المواقف بخصوص النهاية التي سيعرفها مصير العقيد الليبي معمر القذافي بين تأكيد الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما بأنه يرفض كل فكرة لمغادرة البلاد وبين تصريحات فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي بأن نهاية هذا الأخير قد دنت. وجاءت تصريحات وزير الخارجية الإيطالي بضرورة مغادرة الرئيس الليبي السلطة بعد تصريح الرئيس جاكوب زوما بأن القذافي أكد له خلال اللقاء الذي جمعه به في قصر العزيزية أنه لن يرضخ لمطالب المعارضة التي تطالبه بالرحيل. ودحض موقف العقيد الليبي الرافض تأكيدات فراتيني الذي حل بمدينة بنغازي للإشراف على فتح قنصلية لبلاده هناك والذي أكد أن نظام القذافي انتهى ويتعين عليه ''مغادرة السلطة والبلاد''. ولكن الدبلوماسي الإيطالي لم يقدم أية أدلة على ذلك واكتفى بتخمينات استخلصها من ''انسحاب أقرب مساعديه وفقدانه لأدنى دعم دولي ورفض قادة الثماني الكبار له وبالتالي يتعين عليه الرحيل''. وقال فراتيني انه لإرغامه على ذلك يتعين تكثيف العمليات العسكرية ضد أهدافه وتدعيم العقوبات الاقتصادية عليه لضمان إضعافه''. وهي رغبة فنّدها الرئيس جاكوب زوما الذي انتهى إلى قناعة مغايرة تماما بعد أن استمع إلى موقف القذافي الذي التقى به بقصر العزيزية المحصن وأكد انه غير مستعد للمغادرة رغم إقراره بوجود صعوبات كبيرة تواجهه. ورغم الاحتقان الذي يعرفه الأفق الليبي فإن الرئيس الجنوب إفريقي طالب بوقف فوري لإطلاق النار من الجانبين بقناعة أن ذلك يمكن أن يهدئ النفوس ويغلب لغة العقل لصالح البحث عن مخرج سياسي مقبول من الجانبين المتحاربين منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وأكدت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا مايتي نكونا ماشابان في بيان أصدرته أمس أنه بالتوافق مع الاتحاد الإفريقي حول ليبيا ''فإننا نجدد دعوتنا إلى وقف لإطلاق النار فوري لتشجيع الأطراف المتحاربة إلى البدء في حوار بهدف التوصل إلى مرحلة انتقال ديمقراطي''. وأضافت الوزيرة أن بلادها متأكدة من أن حل المعضلة الليبية لا يمكن أن يكون حلا عسكريا ولكنه يجب أن يمر عبر حوار سياسي. وكشفت أن الرئيسين معمر القذافي وجاكوب زوما تباحثا خلال لقائهما في باب العزيزية حول نقاط ''خارطة الطريق'' التي وضعها الاتحاد الإفريقي التي نصت على وقف لإطلاق النار بين الفرقاء الليبيين تزامنا مع وقف الحلف الأطلسي لغاراته الجوية ضد الأهداف الليبية ووضع مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات ديمقراطية في هذا البلد. وقال زوما أن العقيد الليبي أكد التزامه بتطبيق ما جاء في هذه الخطة التي رفضتها المعارضة المسلحة ضد نظامه وأكدت على لسان رئيسها مصطفى عبد الجليل أن الحل يكمن في رحيل العقيد القذافي رافضا كل فكرة للتفاوض معه.