ارتباطي بالجزائر جعلني أفضل الدفاع عن ألوانها في البطولات العالمية كان بإمكانه أن يكون من نجوم الجزائر الكبار في لعبة كرة القدم، لكن مزاجه الكروي الميال إلى الاستعراض والإبداع جعله يفضل الكرة الحرة التي لا تقيده فوق الميدان والتي بإمكانه ممارستها حتى في فضاء ضيق جدا، إنه الجزائري وسيم بن سليمان المولود بفرنسا، لكن اعتزازه بموطن أجداده الجزائر، جعله لا يتردد في زيارتها كلما اتيحت له الفرصة، بل ودفعه حبه لها إلى الدفاع عن ألوانها في العديد من التظاهرات الدولية في لعبة الفريستايل. ''المساء'' التقته بمناسبة تظاهرة ''نايك'' التي أقيمت مؤخرا بساحة البريد المركزي، حيث شارك بفرقته التي شكلها في المهجر والتي تضم جزائريين وأجانب، وسألته في جوانب مختلفة عن مساراه وتألقه، فرحب بالفكرة وتحدث بصدر رحب عن تجربته وعن الجزائر وشبابها. المساء: من هو وسيم بن سليمان؟ * أنا من جزائريي المهجر أعيش في فرنسا حيث ولدت وأحمل الجنسية المزدوجة أي فرانكو - جزائري، أحب الجزائر بلدي الأصلي وأعتز بانتمائي لشبابها الذي أنا اليوم أشاركه هذه اللحظات السعيدة في شهر رمضان المبارك. - كيف جئت إلى عالم هذه اللعبة المثيرة والساحرة؟ * في الحقيقة، لقد كانت بدايتي مع كرة القدم العادية التي مارستها وأتقنتها جيدا، لكن نزعتي الإنفرادية في المراوغات والتفنن في الإبداع جعلتني أبحث لنفسي عن فضاء آخر أبدع فيه أكثر، فاتجهت إلى لعبة الفريستايل الاستعراضية التي وجدت فيها ما يتناسب ومؤهلاتي البدنية ومزاجي الكروي، خاصة وأنها لعبة استعراضية وتحرر ممارسها من بعض القيود التي تخضع لها كرة القدم العادية. البداية كانت صعبة وقد اضطرتني إلى مغادرة مسقط رأسي والذهاب إلى باريس وهنا صقلت مواهبي أكثر فأكثر وبدأت أشق طريقي نحو العالمية والحمد للّه وبعد سنوات من الكد والجد ذاع صيتي ووجدت نفسي أحتك بأكبر اختصاصيي الفريستايل في العالم. - يقال إنك مثلت الجزائر في كأس العالم بكيب تاون بجنوب إفريقيا، كيف تم ذلك؟ * كان لابد علي أن أفعل ذلك طالما أنا اعتز بانتمائي إلى هذا البلد الجميل، لكن الطريق كان شاقا وصعبا، لأن الجزائر لم تكن معنية بهذا المونديال أي أنها لم تكن مسجلة في لائحة الدول المعنية بذلك المونديال، وبفضل جهدي الخاص كونت ملفا وتقدمت به للجنة المنظمة لمونديال جنوب إفريقيا وانتزعت الموافقة منها وبذلك مثلت الجزائر. -كيف كانت مشاركتك في هذا المونديال؟ * في الحقيقة، إن هذه المشاركة لم تكن مخيبة وأستطيع القول إنها كانت إيجابية لأنني فزت بأربع مواجهات في مجموعة صعبة ومعقدة مكونة من 7 دول، وفي هذا المونديال عانيت من سوء التحكيم الذي لم يكن احترافيا بالمرة، وكان يشكل النقطة السوداء. - وكيف كانت تجربتك في بطولة العالم بتشيكيا؟ * أظن أن دورة ''براغ'' كانت من أروع مشاركاتي وفيها حصلت على المركز الثاني وكنت بطلا للعالم وربما كان بإمكاني أن أكون البطل، لكنني على قناعة بأن حظي لم يكن موفقا في الدورة فجئت ثانيا.. و هنا أقول إن المشاركة كانت كبيرة وقوية في حضور حوالي 150 متنافسا ينتمون ل30 دولة. - وماذا عن الاحتكاك بالجزائر؟ *في الجزائر أنا دائم الحضور، إنها بلدي الذي أعتز به بعد أن اكتشفته أجمل عما كنت أسمع عنه وأنا صغير، لقد قمت بعدة استعراضات، ونزلت ضيفا على جمهور ملعب البليدة في مباراة الجزائر- مصر، حيث طلبتني الجماهير بقوة، وأنا أعتز بذلك كثيرا، كما أعتز اليوم بوجودي في قلب العاصمة رفقة فرقتي التي تتكون من جزائريين وأجانب،كما أنني أعتز بهذا التجاوب من هذا الجمهور الذي يعشق كثيرا الكرة الاستعراضية وأعدكم بأنني سأسعى لنشر هذه اللعبة على نطاق واسع بالجزائر بعد الحماس والإقبال الذي رأيته. - يتحدث الكثير ممن يعرفونك وكتب عنك البعض عن أنك من المعجبين بمهارات مراد مغني فماذا تقول؟ * مراد مغني مثلي الأعلى فهو نموذج حي للنجاح، كما أنه اشهر من مارسوا الفريستايل لأنه لاعب نموذجي وفنان يميل في ممارسته لكرة القدم الى الاستعراض، وشجعني كثيرا وأنا أعتز بصداقتي له وإنني على تواصل به، نتهاتف ونلتقي كلما أتيحت لنا الفرصة. - وكيف ترى المنتخب الوطني لكرة القدم؟ * عند الحديث عن الفريق الوطني لكرة القدم لابد من الإقرار بأنه يضم مهارات كبيرة وأعرف الكثير منهم معرفة شخصية وأنا واثق من أان المنتخب الوطني سيعود إلى المستوى الذي عرفناه به قبل مونديال جنوب إفريقيا، لقد كان رائعا في مشواره التأهلي وحتى أثناء مونديال جنوب إفريقيا لم يكن سيئا، وعليه يجب أن نصبر عليه وسيعود بقوة. - وماذا تتوقع لمستقبل الفريستايل في الجزائر؟ * في الحقيقة، أنا هنا من أجل المساهمة في انتشار هذا النوع من الكرة الاستعراضية وإنني واثق بأنها تشق طريقها سريعا إلى الانتشار، وعليه لابد من خطوة جريئة بإطلاق بطولة وطنية لا يهم نتائجها بقدر ما تكون بداية لإستيعاب الهواة الذين اكتشفوها وشرعوا في ممارستها وقد وقفت على ذلك في دورة ''نايك'' التي أعتبرها ناجحة بكل المقاييس، لأن الإقبال الكبير الذي عرفته يكفي للدلالة على أن هناك رغبة من الشباب والأطفال الموهوبين في تبني اللعبة.