يذكر الجزائريون أنه أتى على الجزائريين وقت فقدوا فيه الأمل من بقاء الدولة الجزائرية ومؤسساتها بعد أن تكالب عليها الأعداء من الخارج ومن الداخل كل بأجندة يعلم هو ومن يقفون وراءه أهدافها، لكن الأكيد أنها تصب كلها في هدف مشترك هو الإجهاز على هذه الأمة الثائرة المتحدية المطوعة للظروف الصعبة التي مرت بها عبر تاريخها الطويل الحافل بالمآسي والبطولات· فبفضل رجال ونساء كرّسوا حياتهم لحماية استقلال الوطن وعزته وما أكثرهم في وطن الشهداء، استطاعت الجزائر أن تنهض من الرماد كطائر الفينيق، وقد كان هذا دأبها كلما ادلهمت بها الخطوب وظن أعداؤها أنها لن تنهض بعدها أبدا· ونحن نعيش ذكرى انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثانية في الثامن أفريل 2004 بعد انتخابه للعهدة الأولى في 15 أفريل من عام 1999· ها نحن نشهد التحولات الكبرى التي عرفتها البلاد على الأصعدة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية والثقافية· فقد استلم الرئيس بوتفليقة مقاليد الحكم في ربيع 1999 والجزائر قد كسرت شوكة الإرهاب بفضل تضحيات الجزائريين وفي مقدمتهم الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن، وبفضل قانون الرحمة الذي بادر به الرئيس اليمين زروال والذي أتى بعض أكله في حينه·· فبادر الرئيس بوتفليقة بإطلاق مبادرة مكملة أسماها قانون الوئام المدني في خريف 1999 وأتى هو الآخر أكله قبل أن يعدل إلى ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي أرسى قواعد الأمن والأمان بعد أن أجمع الجزائريون من ضحايا المأساة الوطنية سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة على طي صفحة سوداء من تاريخ الجزائر الحديث ونبذ الأحقاد والالتفات إلى بناء الجزائر على أسس متينة تضمن مستقبل أبنائها بما يليق بجزائر الشهداء وبتطلعات الأجيال· وها هي الجزائر اليوم ورشة بناء وتشييد بفضل البرامج التي أولاها برنامج رئيس الجمهورية عناية خاصة بعد الإنجاز الكبير المتمثل في استتاب الأمن في كل ربوع الوطن· وعلى ضوء هذه الإنجازات والتحولات التي شهدتها الجزائر طوال العشرية السابقة لا ينكر متتبع منصف للأوضاع في الجزائر على شعبها مطالبته الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة ثالثة يستكمل خلالها مشروعه التنموي الشامل ويشهد ثمار برامجه ينعم بها أبناء الأمة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها·