اعتبرت جبهة البوليزاريو أن الاستثمار في المناطق المحررة للصحراء الغربية يعكس إرادة الحكومة الصحراوية في ممارسة سيادتها على الأراضي الصحراوية المحررة من قبضة الاستعمار المغربي. وأكد سالك بابا الوزير الصحراوي لإعادة الإعمار والإسكان في تدخله أمام الندوة الدولية الثالثة للمدن المتضامنة مع الشعب الصحراوي التي اختتمت أشغالها، أمس، بإيطاليا أن ''الاستثمار في المناطق المحررة لا يعد الحل للمشاكل الاجتماعية للشعب الصحراوي فحسب بل أيضا يعتبر أفضل رهان سياسي للحكومة الصحراوية من أجل مستقبل الصحراء الغربية''. وفي هذا السياق، ذكر الوزير الصحراوي بقرار مؤتمر جبهة البوليزاريو لعام 2007 ب''انتهاج سياسة لإعادة الإعمار في الأراضي المحررة من الصحراء الغربية كتعبير سياسي لإرادة الشعب الصحراوي في العيش على أراضي أجداده في بلد حر ومستقل''. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تم إنشاء وزارة لإعادة الإعمار بغية التكفل بالمناطق المحررة والتي تمثل ثلث مساحة الجمهورية الصحراوية. وقدم الوزير الصحراوي عرضا عن بعض الإنجازات التي حققتها جبهة البوليزاريو مثل إنشاء بلديات في هذه المناطق التي تتوفر على خدمات عمومية قاعدية من مدارس ومراكز صحية وإدارات عمومية ومصالح اجتماعية أخرى شجعت السكان الصحراويين المقيمين بمخيمات اللاجئين على العودة إلى هذه المناطق ومباشرة نشاطات اقتصادية مثل الفلاحة. من جانبه، أكد أليسندرو كورسينوفي نائب رئيس مجلس مقاطعة ليفورن الإيطالية خلال أشغال الندوة أن الشعب الصحراوي له الحق في إقامة دولة مستقلة. وقال إن القضية الصحراوية العادلة التي تعد مسألة تصفية استعمار معترف بها من قبل المجتمع الدولي لكنها لا تحظى باهتمام كاف من قبل أصحاب القرار في العالم. وفي عرض حول التعاون الدولي وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره اعتبر المنتخب الإيطالي أن تضامن المنظمات غير الحكومية حيال الكفاح الصحراوي لا يكفي لوحده لتحقيق العدالة للشعب الصحراوي. وأكد أنه يمكن تسوية هذه القضية ''شريطة أن تتدخل قوى هذا العالم للضغط على المغرب''. وتميزت أشغال الندوة الدولية الثالثة للمدن الصحراوية بتقديم شهادات عن الخروقات التي يقترفها النظام المغربي في حق الصحراويين بالمدن المحتلة والواقع المر الذي يتخبطون فيه تحت نير الاحتلال. وقدم مناضلون صحراويون شهاداتهم حول ممارسات التعذيب والإهانة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة بسبب مشاركته في المظاهرات السلمية التي شرع فيها منذ سنة 2005 للمطالبة بحقوقه الأساسية خاصة حق تقرير المصير. وبهذه المناسبة أكد المناضل الصحراوي محمد المتوكل أن ''الشعب الصحراوي لن يستسلم بالرغم من المعاناة'' وتطرق إلى ''التعذيب الذي يتعرض له الصحراويون رجالا ونساء وحتى الأطفال من قبل قوات الاحتلال المغربية التي لا تتوانى في تطبيق الممارسات التي تمس بكرامة الإنسان داخل زنزانات مغربية خصصت لذلك بهدف إسكات أصوات الصحراويين المطالبين بالاستقلال''. كما تطرق إلى الأعمال اللاأخلاقية التي تتم ممارستها ضد النساء الصحراويات اللواتي تعرضن للاغتصاب والإهانة داعيا إلى ''رد فعل دولي فعال على هذه الممارسات التي ينكرها النظام المغربي''. ونفس الملاحظة أبدتها المناضلتان الصحراويتان فاطمة ونينا اللتان تحدثتا عن ''شجاعة المناضلين والمناضلات الصحراويين وعزمهم على مواصلة الكفاح السلمي إلى غاية الاعتراف الدولي بالقضية العادلة للشعب الصحراوي''. وذكرت المناضلتان أسماء النشطاء الصحراويين الذين قتلوا على يد قوات الاحتلال ومكان وتاريخ هذه الاعتداءات التي تفاقمت خلال وبعد تفكيك مخيم اكديم ازيك وأيضا أسماء العديد من المناضلين الذين مازالوا في معتقلات المحتل.