أكد مشاركون في الندوة الدولية حول التنمية الاقتصادية والطاقة المتجددة بمنطقة تفاريتي المحررة ضرورة الاهتمام بالطاقة البديلة في الصحراء الغربية مع بعث التنمية في الأراضي المحررة، داعين إلى مواصلة إعمار المناطق المحررة من خلال إرساء دعائم البنى التحتية وتوفير المرافق الحيوية. من الأراضي الصحراوية المحررة تفاريتي: محمد سعيدي احتضنت بلدة تفاريتي المحررة أمس ندوة دولية حول التنمية الاقتصادية، الطاقة المتجددة والموارد الطبيعية بحضور خبراء ومختصون من مختلف الدول الأوروبية، حيث ركز المشاركون على أهمية الطاقة المتجددة باعتبارها بديل عن الموارد الطبيعية وملائمة للمنطقة وذلك من أجل حفظ التوازن البيئي والمناخي، وتأتي هذه المبادرة ضمن الجهود التي تقوم بها الحكومة الصحراوية من أجل إعمار المناطق المحررة ودعمها بالبنى التحتية وتوفير المرافق الحيوية الضرورية كالماء، الكهرباء، الصحة والتعليم. وأكد وزير إعمار الأراضي المحررة السالك بابيه أن الأراضي الصحراوية تعرضت بالأمس للاحتلال والقصف المغربي، أما الآن فقد تم تحرير جزء من أراضيها من يد المحتل من بينها منطقة بئر لحلو، ميجك، تفاريتي ومهيريس، وغيرها من الأراضي التي تزخر بموارد طبيعية يمكن استغلالها في مشاريع تنمية واعدة، مضيفا بأنه يمكن إقامة مشاريع لتوليد الطاقة الشمسية التي هي موضوع هذه الندوة التي يشارك فيها باحثون ومسؤولو شركات استثمارية من دول أوربية يجري التنسيق معها لإقامة مشاريع اقتصادية بالأراضي الصحراوية. وفي ذات السياق، أوضح السالك بابا حسنة وزير التعاون الصحراوي بأن المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو المرتقب عقده العام الجاري سيكون فرصة لمناقشة كل التوجهات المستقبلية واستراتيجية إعمار المناطق المحررة، بناء على ما سيتم التوصل إليه في النقاش الجاري حاليا بين القيادة الصحراوية وشركائها مع مختلف الهيئات العلمية في أوروبا ومختلف أنحاء العالم، حيث تعمل الدولة الصحراوية على تجسيد عدد من المشاريع الإنمائية بالتعاون مع دول صديقة والهيئات العلمية في العالم من بينها مشروع الجامعة الصحراوية ببلدة تفاريتي الذي تجري دراساته التقنية مع الجامعة الألمانية ومشروع إنتاج الطاقة الشمسية الذي تمت مباشرة دراساته العلمية بالتعاون مع الجامعة الألمانية التي أبدت اهتماما كبيرا بحيوية وأهمية هذا المشروع ودوره في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجمهورية الصحراوية ودول الاتحاد الأوربي، مشيرا إلى أن التعاون سيشمل أيضا كل من التعليم والصحة. وفي ذات المناسبة، قدم الدكتور وولف ديتر زافيت من جمعية المركز الثقافي الأوروبي المشرقي لمدينة ليبزيك الألمانية مداخلة أعرب فيها عن استعداد المركز للتعاون مع الحكومة الصحراوية وتقديم المساعدة باعتبار أن المركز يدعم القضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ومن ثمة الاستقلال، حيث أكد على أهمية استغلال الوحدات الكهربائية لتوليد الطاقة وتصفية المياه لاستغلالها في الزراعة والتنمية الاقتصادية والتي يجب أن تساير الإمكانات الطبيعية المتاحة، مشيرا إلى أن مركزه في اتصال دائم مع الصحراويين من خلال البرامج العملية التي يقدمها المركز وتكوين الشباب الصحراوي في التخصصات البيئية. من جهته، أكد الدكتور رولف شنايدر من جامعة هومبورغ الألمانية أن البيئة في الصحراء الغربية جيدة وبإمكانها أن تساهم بشكل كبير في تمويل التنمية والاقتصاد في الأراضي المحررة، مضيفا بأن التنوع البيئي الصحراوي لا شك بأنه عامل حيوي لتنمية المنطقة.