أدانت المنظمة البريطانية غير الحكومية حملة الصحراء الغربية ''وسترن صحارى كومبان''، أول أمس، بلندن، أعمال العنف التي يرتكبها النظام المغربي ضد المواطنين الصحراويين العزل في المدن المحتلة. ودعت ناتالي شاربلز المتحدثة باسم هذه المنظمة المغرب إلى ''احترام حقوق الإنسان في المنطقة''، مؤكدة أن ''أعمال العنف التي تشهدها الصحراء الغربية تستوقف المجموعة الدولية حول الانتهاكات اليومية لأدنى حقوق الإنسان التي يتعرض لها المواطنون الصحراويون تحت الاحتلال المغربي''. وهو ما جعلها تطالب مجلس الأمن الدولي ب''دراسة الوضع عن قرب وضمان الحقوق المشروعة للصحراويين ومحاسبة المغرب عن تجاوزاته''. وتزامن ذلك مع اختتام أشغال الندوة الدولية حول كفاح المرأة الصحراوية من أجل الحرية بمدينة أبوجا عاصمة نيجيريا نهاية الأسبوع بالمصادقة على البيان الختامي الذي جدد من خلاله المشاركون على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. كما وجهوا نداء إلى الأممالمتحدة للتعجيل بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية طبقا لمهمة المينورسو التي أسست سنة .1991 وبينما دعوا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط أكبر على الحكومة المغربية لإرغامها على الامتثال للشرعية الدولية طالبوا كذلك الاتحاد الإفريقي باتخاذ القرارات اللازمة لاستكمال مسار تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في القارة الافريقية. وأدان المشاركون في هذه الندوة انتهاكات حقوق الإنسان التي اقترفها المغرب في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية معربين عن تضامنهم التام مع الصحراويين ضحايا القمع الوحشي. وفي سياق متصل ومن أجل تحسين الظروف المعيشية للصحراويين بمخيمات اللاجئين دعا البيان الدول الإفريقية فرديا وجماعيا إلى مساعدتهم على اقتناء التجهيزات الطبية والبيداغوجية والموارد المادية الضرورية. كما أدان المشاركون في ندوة أبوجا استمرار استغلال المغرب غير القانوني للثروات الطبيعية للشعب الصحراوي وذلك بالتواطؤ مع بعض القوى الأوروبية. وأدانت المشاركات الصمت الذي يحيط بالقضية الصحراوية، حيث دعين إلى المزيد من الدعم لكفاح شعب الصحراء الغربية من أجل ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير. وفي هذا السياق أقرت خادي فال تال الرئيسة الإقليمية لجمعية نساء إفريقيا الغربية بأن نسبة معتبرة من النساء الإفريقيات الحاصلات على مناصب مسؤولية لا يعرفن القضية الصحراوية وأعربت عن أسفها الكبير لعدم تسجيل أي تغيير على الوضع السائد في الصحراء الغربية وعن بقاء جزء في إفريقيا مستعمرا من طرف دولة إفريقية أخرى. وقالت ''لدينا قدرة على الضغط في العالم قد يمكننا استعمالها لإقناع المغرب على وقف قمعه للشعب الصحراوي الشقيق وإبلاغه أن الظلم لا يمكنه أن يستمر''. من جهتها، أبرزت جاكوبين سيلابوي نائب رئيسة الجمعية من أجل تعزيز الطاقات الاقتصادية وريادة النساء الإفريقيات، دور ندوة أبوجا في التعريف بقضية الصحراء الغربية التي تبقى ''غير معروفة بالقدر الكافي'' في المنطقة. وقالت ''نريد أن نقول للنساء الصحراويات أننا لن نتوانى عن مساندتهن ودعمهن إلى أن يستقل بلدهن''. وجرت أشغال الندوة المنظمة برعاية الجمعية من أجل تعزيز القدرات الاقتصادية وريادة النساء الإفريقيات بمشاركة نساء وممثلات عن منظمات متضامنة مع القضية الصحراوية القادمات من إفريقيا وأوروبا. يذكر أن الجمعية الإفريقية من أجل تعزيز القدرات الاقتصادية وريادة النساء الإفريقيات تأسست في ماي 2004 وتنشط اليوم على مستوى 48 دولة إفريقية بينما تقرر عقد الندوة المقبلة العام القادم بمدينة بريتوريا عاصمة دولة جنوب إفريقيا.