من المقرر أن يتم خلال شهر ديسمبر المقبل توزيع 4 ملايين كيس ورقي على الخبازين بعدد كبير من ولايات الوطن بما فيها ولايات منطقة الجنوب حسب الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح الذي برر من جهة أخرى في تصريح ل''المساء'' عدم توفر هذه الأكياس على مستوى العديد من المخبزات بالولايات الثلاث الأولى المستفيدة من العملية، بالعدد القليل المتوفر منها والراجع إلى ضعف حجم التمويل لهذه العملية، هذه الأخيرة التي ستعرف انتعاشا في المرحلة المقبلة بفضل حجم التمويل المنتظر. ويتساءل المواطنون عن مصير الأكياس الورقية التي أعلن اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين قبل أزيد من شهرين وقبل حلول شهر رمضان الكريم، أنه شرع في توزيعها على مخبزات ثلاث ولايات هي الجزائر العاصمة، وهرانوالبليدة وذلك كأول خطوة نحو التخلص من الأكياس البلاستيكية في تعبئة الخبز، لكن لم يظهر لها أي أثر بمخبزات العاصمة. وقد لاحظت''المساء'' فعلا عدم توفر هذه الأكياس رغم إعلان بداية توزيعها خلال ندوة صحفية نظمت خلال شهر جويلية بمقر اتحاد التجار بالعاصمة، حيث استغرب أصحاب المخبزات الذين سألناهم في الموضوع والذين أكدوا عدم توفرها، عن الفائدة من إعلان خبر لكي تتحدث عنه وسائل الإعلام بكل أنواعها ثم لا شيء يحدث في الحقيقة. وراح أحدهم إلى حد الجزم أنه لم ير هذا الكيس قط ولا يعرف حتى شكله مستنكرا مثل هذه التصرفات التي تزيد من فقدان الثقة بين الشركاء في أي ميدان كان. وعكس هؤلاء عثرنا على مخبزة كانت على ما يبدو الأكثر حظا بالابيار حيث استفادت من الأكياس المنتظرة من طرف المواطنين إلا أن الكمية قليلة مما جعلها لا تسلم لجميع المواطنين، بل في الكثير من الحالات إلا عندما يطلبها الزبون بعد أن يشاهدها وهي في ركن أحد الرفوف. وتأسف العديد من الزبائن لعدم توفر هذه الأكياس بعد أن أفرحهم خبر وصولها إلى المخابز خاصة لتخلصهم من الكيس البلاستيكي الذي يعتبر غير صحي ومضر بالبيئة، فضلا عن انه يتميز بهشاشته وبالتالي لا يصلح أبدا لتعبئة الخبز بالخصوص عندما يكون ساخنا إذ يتمزق عند أول احتكاك مع المادة. أما الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح، فعبر عن أسفه لعدم توفر هذه الأكياس بالمخبزات بسبب العدد القليل المصنوع منها، علما أن العدد الموزع- حسب هذا الأخير- لا يتعدى ال400 ألف كيس واستطرد صويلح بقوله إن شهر ديسمبر المقبل سيشهد توزيع أزيد من أربعة ملايين كيس على أن تشمل العملية اكبر عدد ممكن من الولايات، مشيرا إلى أن الاتفاقية المتعلقة بذلك تم التوقيع عليها في الأول من شهر أوت المنصرم مع مؤسسة ''أهقار'' المتخصصة في صناعة الأكياس الورقية بكل أنواعها من بينها تلك الموجهة لتعبئة الخبز. من جهة أخرى، أكد مصدر ل''المساء'' أن مؤسسة ''اهقار'' التي أسندت لها مهمة إنتاج الأكياس الورقية تكون قد تخلت عن العملية نهائيا في الوقت الذي يشكك فيه المصدر في أن تكون ال400 ألف كيس قد تم توزيعها أصلا. وكان اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين قد أعلن قبل حلول شهر رمضان الكريم انه وزع أزيد من 400 ألف كيس ورقي على الخبازين عبر ولايات كل من البليدة، وهرانوالجزائر العاصمة وهي العملية التي قال إنها تشمل 15 ألف خباز، في خطوة أولى لاستبدال الكيس البلاستيكي بهذا الكيس الصحي والإيكولوجي وذلك في انتظار تعميم العملية على باقي ولايات الوطن. علما أن الأرقام تبين بأن الجزائر تستهلك سنويا أكثر من 6 ملايير كيس بلاستيكي، وبمعدل 6 ملايين كيس يوميا، لاستهلاك أكثر من 49 مليون خبزة يوميا. للتذكير، كانت وزارة البيئة قد أصدرت قانونا يقضي بمنع استعمال الأكياس البلاستيكية السوداء في تعبئة المواد الغذائية لاسيما اللحوم والخبز وغيرها من المواد وتم على إثر ذلك استبدال أكياس تعبئة الخبز المتوفرة لدى الخبازين بأكياس بلاستيكية شفافة هشة كثيرا ما لا تتحمل محتواها لتتمزق قبل أن يصل حاملها إلى المنزل، فيما لا تزال الأكياس السوداء متداولة رغم منعها من طرف الوزارة المذكورة.