اعتبر مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الدكتور إسماعيل مصباح، أن الوضع الجيو-استراتيجي للجزائر يجعلها معرضة لانتشار الفيروسات المتنقلة عن طريق الحيوانات، إضافة إلى أنها تشكل منطقة عبور للطيور المهاجرة سواء من الجنوب إلى الشمال أو العكس.وأضاف المتحدث ل''المساء''، على هامش الجلسة الختامية للملتقى الدولي حول مكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات، أن الجزائر والاتحاد الأوروبي اتفقا على ضرورة وضع استراتيجية موحدة ومناسبة للتدخل السريع. وأكد المتحدث خلال عرضه التجربة الجزائرية، على هامش الجلسة الختامية للملتقى الدولي حول مكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات الذي نظم على مدار يومين بفندق الهيلتون بالعاصمة في إطار الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، أن اللقاء انتهى بالموافقة على ضرورة وضع الترتيبات اللازمة للكشف المبكر عن الفيروسات المتنقلة عن طريق الحيوانات والحشرات وذلك ضمن استراتيجية موحدة ومناسبة للتدخل السريع بالمنطقة التي يتم الكشف فيها عن هذه الفيروسات واتخاذ الإجراءات اللازمة للتحكم في الوضع حتى لاتنتقل إلى الدول المجاورة. وفي سياق متصل، أوضح محدثنا أن السلطات العمومية تعمل على تعزيز الرقابة مستقبلا على مشروع نقل المياه من عين صالح إلى تمنراست للوقاية من هذه الفيروسات التي تجعل من المياه والمناطق الرطبة عشا لها، وأضاف المتحدث -في نفس السياق- أن الوقاية تجري بتعزيز الرقابة عبر النقاط الحدودية البرية والجوية لتفادي انتقال بعض الفيروسات كالضنك الذي مس جنوب إيطاليا وفرنسا وحمى هضبة الريفت التي شهدتها موريتانيا عبر النقاط الحدودية. وحسب مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، فإن التدخل السريع في حالة تسجيل إصابة بهذه الفيروسات يتطلب مشاركة كل القطاعات وكذا المواطنين، فيما أوصى خبراء دول الاتحاد الأوروبي المشاركين في الملتقى بأن تكون الاستراتيجية المتفق عليها، والتي أبدت جميع القطاعات المعنية بالموضوع الاستعداد لها، مبنية على أسس قانونية لتنظيم وتسيير استعمال المبيدات حسب توصيات المنظمة العالمية للصحة وانتقاء الطرق الناجعة للقضاء على الحشرات المتسببة أو الناقلة لهذه الفيروسات. كما اتفق المشاركون في الملتقى الذي خصص للدعم التقني وتبادل المعلومات، على ضرورة توحيد الجهود وتبادل المعلومات حول الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات والحشرات إلى الإنسان والتي أصبحت تنتشر بجميع دول العالم نتيجة التنقل السريع للأشخاص والحيوان والتغيرات المناخية والتعمير. للإشارة، فإنه من بين الفيروسات المتنقلة عن طريق الحيوانات والحشرات التي ركز عليها هذا اللقاء، حمى غرب النيل والضنك والشيكانغونيا وحمى هضبة الريفت، علما أن هذه الفيروسات كانت تنتشر ببعض الدول الآسيوية والإفريقية والمنطقة الاستوائية وانتقلت إلى كل بلدان المعمورة.