حذر خبراء ومختصون في الصحة، جزائريون وأوروبيون من توسع انتشار الفيروسات المتنقلة عن طريق الحيوانات والحشرات، حيث أرجعوا ذلك إلى تزايد تنقل الأشخاص عبر العالم في السنوات الأخيرة. وأكدت الدكتورة غنية مربوط من مديرية الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وضعية الإصابة بهذه الأمراض في الجزائر وفي مقدمتها الليشمانيوز الذي يساهم في نقلها إلى الإنسان لسعات البعوض حيث تم تسجيل إصابة 11 ألف. شخص خلال سنة .2010 وأضافت المتحدثة وبخصوص مرض الملاريا أنه تم تسجيل 98 إصابة خلال السنة الماضية بولايتي أدرار وتمنراست مرجعة السبب الرئيسي في نقل هذا المرض إلى الهجرة من البلدان المجاورة للجزائر. كما أشارت إلى حالات الطاعون وهي 13 حالة سجلت سنة 2003 بمنطقة الغرب الجزائري وحمى البحر الأبيض المتوسط التي بلغ عدد الإصابة بها 238 حالة خلال سنة .2010 ودعت المتحدثة إلى ضرورة تعزيز البرنامج الوقائي الوطني على أن تشارك فيه جميع القطاعات فضلا عن ضرورة انجاز عمل ينتهي بمعرفة عدد الإصابات بهذه الأمراض بشكل دقيق.ئ كما ارجع المتدخلون في أشغال الملتقى الذي نظم أمس بفندق الهيلتون الذي يدخل في إطار برنامج دعم تنفيذ الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الصحة انتشار هذه الفيروسات إلى الحيوانات وعلى الخصوص الضالة منها والطيور المهاجرة حيث بلغ عدد المصابين 170 مليون شخص سنويا مع توقع ارتفاع العدد مع آفاق 2050 إلى أكثر من 250 مليون شخص. وكانت هذه المناسبة فرصة لخبراء من دول أوروبا لاستعراض مختلف الوضعيات في هذه الدول وفي العالم من حيث أشارت الخبيرة الايطالية فريدريكا موناكو إلى أن الفيروسات التي يتسبب في نقلها إلى الإنسان الحيونات والحشرات عديدة وتنقل أمراض خطيرة خاصة منها حمى غرب النيل والملاريا والضنك والشيكونغونيا وحمى هضبة الريفت وهي أمراض استوائية أصبحت متفشية بالقارة الأوروبية. وبشأن الوسائل المستعملة في مكافحة العناصر الناقلة للعدوى شدد الدكتور بوعلام تشيشة من المعهد الوطني للصحة العمومية على ضرورة استعمال مواد طبيعية للقضاء على بيض ويرقات الحشرات بدل استعمال المبيدات الكيميائية التي تؤثر على البيئة وصحة الإنسان. وأكد المشاركون في هذا الملتقى الذي يدوم يومين على أهمية برنامج دعم تنفيذ الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة انتقال الفيروسات التي تتسبب فيها الحيوانات والوسائل التي تتطلبها هذه الشراكة في إطار التوأمة والدعم التقني وتبادل المعلومات من خلال برامج (تيكس). ومن المنتظر أن ينتهي اللقاء اليوم بتوصيات تدعو إلى وضع استراتيجية موحدة يجب أن تكون مبنية على إجراءات وقائية ضد هذه الأمراض.