طالب الشعب الجزائري، ولا يزال، وسيبقى يطالب فرنسا بالاعتراف بما اقترفته في حق الجزائريين أثناء فترة استعمارها لبلدهم من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية إلى أن تعترف وتعتذر وتقدم التعويض المناسب. جرائم فرنسا لا تعد ولاتحصى، فالاستعمار جريمة ونهب خيرات الأمة جريمة، وتهجير وتشريد السكان جريمة، وسلب الهوية جريمة، والقتل الجماعي لشعب مسالم أعزل من كل سلاح جريمة، حسب الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية. ومن حق الشعب الجزائري اليوم، بل من واجبه أن يطالب بتجريم الاستعمار، ويناضل من أجل افتكاك الاعتراف الفرنسي بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت ضد الشعب الجزائري، وما ضاع حق وراءه مطالب. وهذه الصفحة من تاريخ الاستعمار لن تطوى إلا بالاعتراف والاعتذار والتعويض، لما تركته في نفوس الجزائريين من حسرة وألم وظلم واستبداد، فما من يوم يمر، إلا ويحمل معه ذكرى من ذكريات الماضي الأليم، فها نحن اليوم مقبلون على إحياء ذكرى مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بفرنسا، التي ارتكبت فيها السلطات الفرنسية آنذاك أبشع جريمة ضد الإنسانية.