أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة الداخلةالمحتلة أحكاما قاسية في حق 11 صحراويا أدينوا في الأحداث الدامية التي شهدتها هذه المدينة الصحراوية مؤخرا اثر إقدام مجموعة من المستوطنين المغاربة على قتل شاب صحراوي أثناء مباراة لكرة القدم. وتراوحت الأحكام ما بين سنة واحدة وثمانية أشهر سجنا نافذا وغرامة مالية بين ألف وعشرة آلاف درهم مغربي. وصدر على اثنين من الصحراويين المعتقلين حكم بسنة سجنا نافذا بينما صدر في حق أربعة آخرين أحكاما بعشرة أشهر وحكم على الخمسة المتبقون بثمانية أشهر نافذة. ومثل هؤلاء الصحراويون للمرة الثالثة على التوالي أمام نفس هيئة المحكمة على خلفية مشاركتهم في أحداث الداخلة الأخيرة والتي توفي خلالها 11 شخصا وتم نهب وسرقة أملاك الصحراويين بالمدينةالمحتلة. وتؤكد مثل هذه المحاكمات الصورية، السياسة العنصرية التي تنتهجها سلطات الاحتلال المغربي ضد السكان الصحراويين في المدن المحتلة والتي يبقى ذنبهم الوحيد أنهم يطالبون بطرق سلمية تمكينهم من ممارسة حقوقهم المشروعة في الحرية وتقرير المصير. ثم ان تقديم متهمين صحراويين إلى المحاكمة فقط دون توجيه أدنى اتهام للمستوطنين المغاربة والتي أكدت كل التقارير الإعلامية أنهم كانوا السباقين إلى الاعتداء على نظرائهم الصحراويين يفضح مجددا الوجه الآخر للنظام المغربي الذي يعمل على تكريس سياسة الميز العنصري في المناطق المحتلة. وتأتي هذه المحاكمات القاسية في وقت أدان فيه اتحاد الحقوقيين الصحراويين الوضعية ''السيئة والكارثية'' التي يعيشها الناشط الحقوقي الشيخ بنكا المعتقل بسجن الزاكي بمدنية سلا المغربية بسبب إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 15 سبتمبر الماضي. وبينما أكد اتحاد الحقوقيين الصحراويين خطورة الوضع الصحي ''المتدهور'' للناشط الصحراوي المعتقل أشار إلى معاناته من ضيق في التنفس وعياء شديد وبرودة دائمة بالجسم بعد أن فقد الكثير من وزنه مما يهدد حياته وسلامته. ونددت المنظمة الصحراوية بممارسات إدارة السجن التي لجأت بالتنسيق مع المندوبية العامة لإدارة السجون والاستخبارات المغربية إلى انتهاج ''شتى أصناف التضييق والمعاملة القاسية'' ضد معتقلي الرأي الصحراويين من خلال منعهم من الاتصال بعائلاتهم والإقفال المبكر لأبواب السجن تزامنا مع استعداد المواطنين الصحراويين لتخليد الذكرى الأولى لنزوح أول خيمة لمنطقة ''اقديم إزيك'' بالقرب من العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة. وعبر الاتحاد من جهة أخرى عن تضامنه المطلق مع عائلة الشهيد سعيد دمبر في مواجهتها ''الشجاعة'' لسلطات الاحتلال المغربي. وأكد موقفه المؤازر لنضال كل المدافعين والنشطاء الحقوقيين وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجن لكحل بالعيونالمحتلة وباقي السجون المغربية. وناشد في بيان له منظمة الأممالمتحدة وكل المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان التدخل العاجل لدى الحكومة المغربية لإنقاذ حياة المعتقل السياسي المضرب عن الطعام الشيخ بنكا ورفاقه ووقف معاناة عائلة الشهيد سعيد دمبر. كما جددت المنظمة مطالبتها مجلس حقوق الإنسان الاممي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بضرورة إرسال بعثة دولية مستقلة لزيارة الأراضي الصحراوية المحتلة ومدينة الداخلة بشكل عاجل للتحقيق في الجرائم التي ترتكبها السلطات الاستعمارية المغربية وتقديم المسؤولين عنها للعدالة. ودعت المنظمة الحكومة المغربية إلى الإفراج الفوري واللامشروط عن كافة النشطاء والمعتقلين السياسيين الصحراويين وإلغاء الأحكام ''الصورية الجائرة'' الصادرة في حق البعض منهم والكشف عن مصير المفقودين الصحراويين وفتح الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية أمام وسائل الإعلام والمراقبين الدوليين والشخصيات والوفود البرلمانية الدولية.