محكمة مغربية تصدر أحكاما بالسجن في حق 11 صحراويا أكدت لائحة جديدة صادقت عليها اللجنة الأممية الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار والقضايا السياسية، ليلة أول أمس، على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وأعلنت مسؤولية الأممالمتحدة حيال شعب الصحراء الغربية. تزامن ذلك مع حملة قمع نفذتها قوات الأمن المغربية ضد ناشطين صحراويين خرجوا لتخليد الذكرى الأولى لأحداث مخيم أكديم ازيك، حيث اعتقل العشرات منهم وجرح آخرون. أكدت اللائحة الأممية دعمها لمسار المفاوضات التي نصت عليها لوائح الأممالمتحدة على غرار لائحة مجلس الأمم 1754 الصادرة في 2007 وكذا اللوائح المدعمة الصادرة عن مجلس الأمن، والتي يؤكد على الوصول الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين يكفل حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره، وشددت اللائحة على مسؤولية الأممالمتحدة حيال شعب الصحراء الغربية وحيّت في هذا الاتجاه المجهودات المبذولة من طرف الأمين العام ومبعوثه الشخصي بحثا عن حل سياسي للنزاع يقبله الطرفان ويكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره. وستعرض هذه اللائحة التي جاءت بعد أسبوع من مناقشات الدول الأعضاء في الأممالمتحدة والمجتمع المدني الدولي للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر أو ديسمبر المقبلين. من جهته أكد وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك من نيويورك أن مصادقة اللجنة الأممية الرابعة على اللائحة حول الصحراء الغربية ''خطوة مشجعة من أجل الإسراع في تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية رغم العراقيل التي يضعها المغرب''. وفي تصريحه للصحافة عقب المصادقة على اللائحة أشار الوزير الصحراوي الى أن ''الدول ال193 الأعضاء في الأممالمتحدة الممثلة في اللجنة الرابعة للجمعية العامة والمكلفة بتصفية الاستعمار أكدت من جديد وبالإجماع على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وعلى مسؤولية الأممالمتحدة إزاء شعبنا وتصفية الاستعمار من أراضيه المحتلة من طرف المغرب بصفة غير شرعية''. أما مساعد الممثل الدائم لجنوب إفريقيا لدى الأممالمتحدة الدكتور مشابان فاعتبر خلال المناقشات التي سبقت المصادقة أن حل الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب من أجل الصحراء الغربية ''يدعم استمرارية استعمار الأراضي الصحراوية''. وأكد سفير الجزائر وممثلها الدائم بالأممالمتحدة السيد مراد بن مهيدي أنه من مسؤولية الأممالمتحدة ضمان تسوية مسألة الصحراء الغربية في كنف احترام الحق الثابت لشعب هذا الإقليم في تقرير المصير، وفقا للائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة وممارسة الأممالمتحدة في مجال تصفية الاستعمار''. وفي انتظار حل أممي يطبق على الأرض ينهي معاناة الشعب الصحراوي، عاشت مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة، أول أمس، عملية قمع واسعة نفذتها قوات الأمن المغربية ضد ناشطين صحراويين خرجوا لتخليد الذكرى الأولى لأحداث مخيم أكديم ازيك، حسب تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، أدت إلى إصابة مجموعة من المتظاهرين بجروح متفاوتة الخطورة، استدعت نقل حالتين على الأقل إلى مستشفى المدينة نظرا لخطورة إصابتهما في الرأس، وبالموازاة مع ذلك، شنت السلطات المغربية حملة من الاعتقالات في صفوف الشبان، الذين تم إخلاء سبيلهم بعد استنطاقهم وإساءة معاملتهم وتهديدهم. وإلى جانب ذلك أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة الداخلةالمحتلة أحكاما تراوحت بين سنة واحدة و08 أشهر سجنا نافذا وغرامة مالية بين 1000 درهم و10000 درهم مغربية في حق 11 معتقلا صحراويا كانوا قد مثلوا للمرة الثالثة على التوالي أمام نفس هيئة المحكمة على خلفية الاشتباه في مشاركتهم في أحداث الداخلة الأخيرة والتي توفي خلالها 11 شخصا وتم خلالها التعرض لأملاك الصحراويين بالمدينة.