تتواصل بمدينة بومرداس فعاليات ''الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطليعة تحت شعار ''المسرح ترسيخ لروح المواطنة'' وهذا إلى غاية بعد غد، بمشاركة فرق مسرحية لكل من برج بوعريريج، تيزي وزو، سطيف، أدرار، بومرداس والدولة الضيف، جمهورية مصر العربية ممثلة في فرقة ''لايتينج''، كما يسعى القائمون على هذه التظاهرة إلى ترقيتها لمصاف المهرجانات الدولية باستضافة عدة بلدان وهذا ابتداء من الطبعات القادمة. وحضر حفل افتتاح التظاهرة التي انطلقت فعالياتها مساء الأربعاء المنصرم، الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطليعة بدار الثقافة ''رشيد ميموني'' لولاية بومرداس، السلطات المحلية للولاية والوفود المشاركة في التظاهرة الثقافية التي تنظمها التعاونية الثقافية الفنية ''سموط'' لصاحبها عبد الرزاق سماط الذي كشف ل''المساء'' أن الهدف من وراء تنظيم هذه التظاهرة يكمن في تشجيع التواصل بين الفرق والتعريف بمختلف الثقافات التي تزخر بها المناطق المختلفة عبر أنحاء الوطن، معتبرا أن احتضان بومرداس للأيام الوطنية الأولى لمسرح الطليعة بمثابة الهدية من طرف وزارة الثقافة، ومكسبا هاما لتفعيل الحركة الثقافية أكثر بالولاية. ويحمل برنامج الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطليعة عرض مسرحيات للفرق المشاركة من خمس ولايات، اختارت كل فرقة مسرحية تدخل بها غمار المسابقة التي تقوم على تقييمها لجنة مكونة من السيد محمد جرافلية أستاذ مادة التمثيل ومخرج إذاعي، السيد علي تامرت ممثل ومخرج مسرحي وبلقاسم شيحاوة ناقد مسرحي. وتتنافس الفرق الوطنية المشاركة، إضافة إلى الفرقة المصرية، على جوائز وصفت بالقيمة وتخص: أحسن عرض متكامل، أحسن سينوغرافيا، أحسن أداء رجالي، أحسن أداء نسائي، أحسن نص مسرحي وأحسن إخراج. وتشارك جمهورية مصر العربية في الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطليعة كضيف شرف بفرقة ''لايتينج'' التي من المنتظر أن تقدم عرضها لمسرحية ''الجَبانة'' في اختتام التظاهرة، بالمقابل، كشف رئيس الفرقة محمد شريف حمدي ل''المساء''، على هامش التظاهرة، أن الفرقة تأسست في 2005 وتضم 7 أعضاء أساسيين وممثلين آخرين يتغيرون حسب العروض. وقال المتحدث أن مسرحيات الفرقة هي ''عادة أعمال عالمية تقتبس في ثوب جديد، يجمع بين الإيهام واللاإيهام في محاولة لتسليط الضوء على النفس البشرية بكل ما فيها من صراعات سياسية، اجتماعية وحتى ثقافية، ولكنها في المجمل تهتم بالجانب الإنساني''. وتتناول مسرحية ''الجَبانة'' في الموضوع قصة قهر الزوج لزوجته التي قبلت الارتباط به لكونه رجل أعمال وصاحب جاه، ولكنها عاشت معه مشاكل كثيرة خاصة بعد أن اِلتقت الزوجة بصديق قديم تطورت بينهما علاقة حب، اكتشفها الزوج فيما بعد فزاد ظلمه لزوجته، وفي هذا السياق، قال مخرج المسرحية ل ''المساء'' أن ''المسرحية تعكس قصة مجتمع يثير الشفقة أو المجتمع الذي يبيع نفسه للماديات ويدفن كل مقوماته.. لذلك تقرأ الجبَانة والجبّانة، بمعنى الخوافة التي تدفن نفسها في مقبرة اختيارية''. وعن مدى ترابط موضوع المسرحية بمرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، يقول محدث ''المساء'' أن ''النصوص المسرحية أصبحت أكثر جرأة وفيها حرية أكثر في المتناول وفي معالجة الموضوع، مضيفا أن هناك مشروع إعداد مسرحيات تعالج إيجابيات ثورة يناير من خلال الحرية والقضاء على الفساد، والسلبيات كذلك من خلال وجود تيارات كثيرة في مصر ممكن تحفز زرع البلبلة''، وفي مقام آخر، عبّر رئيس فرقة ''لايتينج'' عن بالغ سعادة الفرقة للمشاركة في الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطليعة كونها ''أول مشاركة دولية لنا ونعتبرها الانطلاقة لنا دوليا''. جدير بالإشارة أن أيام مسرح الطليعة الوطنية تعرف، إلى جانب العروض المسرحية، تنظيم ورشات تختص بالتأليف المسرحي، الإخراج المسرحي، التمثيل المسرحي وورشة خاصة بالسينوغرافيا.