تعرف بلديات دائرة دلس ببومرداس عدة نقائص على رأسها مشكل ندرة المياه الصالحة للشرب، إنعدام غاز المدينة وتدهور حالة الطرق الرئيسية والمسالك الفرعية بأحياء البلديات التابعة لها، ناهيك عن غياب المرافق الثقافية والترفيهية والرياضية التي من شأنها أن تملأ أوقات فراغ شباب المنطقة. وعند زيارتنا لهذه الدائرة، أول ما لفت انتباهنا هونقص وسائل النقل بين خطي بومرداس- دلس خاصة في الساعات المبكرة من الصباح أوفي الفترة المسائية، حين تشهد ضغطا كبيرا نظرا لتوافد الأعداد الكبيرة للمواطنين الذين يضطرون للانتظار ساعات طويلة، مما يؤدي إلى تدافع المواطنين عند قدوم الحافلات ويعرض الأشخاص لخطر حقيقي بسبب التدافع وراء الحافلات مخافة عدم اللحاق بها والظفر بمقعد داخلها، ناهيك عن الطريقة التي ينتهجها بعض السائقين الذين يقومون بإركاب المواطنين من خارج المحطة، مما يعني أن الحافلة تمتلئ قبل دخول المحطة. كما يؤدي تأخر وصول الحافلات في وقتها المطلوب إلى تعطيل مرتادي هذا الخط وتأخيرهم عن الإلتحاق بمناصب عملهم، أما عن مشكل الماء، فقد أكد بعض السكان الذين اِلتقتهم ''المساء'' أن حنفياتهم يزورها الماء مرة كل أسبوع، مما تسبب لهم في متاعب كبيرة، حيث يضطرون إلى استئجار الصهاريج المتنقلة في كل مرة بأثمان باهظة، أوالعودة إلى الطرق البدائية واستخراجها من الآبار، ما يكلفهم عناء تحميله والذي يدفع ثمنه أطفال المنطقة الذين يتنقلون لمسافات بعيدة للحصول على هذه المادة الضرورية، على حد قولهم. وتطرق محدثونا أيضا عن اهتراء الطرقات التي تتحول إلى برك مائية مع سقوط أولى قطرات المطر يصعب على الراجلين تجاوزها، مما يحدث أزمة سير خاصة ونحن على مشارف فصل الشتاء، فيما يتطاير الغبار منها في فصل الصيف وتسبب في انتشار عدة أمراض جلدية وتنفسية، كما يناشد سكان الدائرة مدير الشباب والرياضة التدخل لخلق فضاءات رياضية وترفيهية للشباب. من جهته، فقد طرح والي ولاية بومرداس السيد كمال عباس إنشغالات سكان الدائرة على مديري الولاية من أجل التكفل الأمثل بها، حيث اِتخذت الإجراءات اللازمة والضرورية لتحسين هذه الأوضاع بداية من معالجة مشكل أزمة المياه، حيث شدد على ضرورة ربط كل من بلدية أعفير وبن شود بالماء قبل حلول الصيف المقبل خاصة أن المنطقة بحاجة ماسة لذلك نظرا لطابعها الفلاحي، والعمل على ضرورة التكفل الأمثل بتغطية وإيصال القرى بشبكة الغاز الطبيعي في أقرب الآجال، لتصل نسبة التغطية 80 أو90 بالمائة. كما ألح الوالي على العمل للتخلص من مشكل النفايات التي تشكل عائقا بالنسبة للسكان، وذلك بتنظيم أوقات رميها من قبل المواطنين وأوقات جمعها من طرف مصالح البلدية. وفي سياق متصل، ينتظر أن تعرف دائرة دلس مشاريع هامة من شأنها النهوض بقراها؛ تتمثل في إنجاز معهد للتكوين المهني عام 2013 والذي من شأنه التكفل بتكوين شباب المنطقة دون عناء التنقل للدوائر الأخرى، والذي ستنطلق الأشغال به بداية 2012 المقبل، كما شدد والي الولاية على ضرورة العمل لتوفير قطعة أرض قصد إنجاز مشروع مسجد دلس الجديد، وكذا العمل على إعادة تهيئة واجهة البحر بالمدينة واستغلاله بأحسن الطرق للنهوض بقطاع السياحة الذي من شأنه أن يخلق فرص عمل للشباب البطال، وتحسين صورة مدينة دلس خصوصا وولاية بومرداس عموما. .. وتلاميذ متوسطة محمد قريمش بدون وجبة إفطار أكد ممثل عن جمعية أولياء التلاميذ أن تلاميذ متوسطة محمد قريمش بدلس، ومنذ الدخول المدرسي الحالي، بدون وجبة إفطار بسبب عدم فتح المطعم المدرسي الذي لا يزال قيد الإنجاز في وقت تنصلت فيه البلدية من اِلتزاماتها ومسؤولياتها لضمان تموين المؤسسة مؤقتا بوجبات الإفطار من المؤسسات المجاورة، حسب الإتفاق المبدئي مع باقي الأطراف المعنية بالموضوع إستجابة لمراسلة مديرية التربية، مما دفع بجمعية أولياء التلاميذ للتحرك وبسرعة لإيجاد حل بالنسبة للوجبات التلاميذ ولو باردة في انتظار الإنتهاء من تجهيز المطعم المدرسي الذي كان منتظرا تسليمه بداية السنة إلا أنه لم يتجسد، حيث لا يزال التلاميذ ومعظم القادمين من قرى معزولة محرمون من وجبة إفطار مثل أقرانهم من التلاميذ، رغم أن مديرية التربية أعطت أوامر بنقل وجبات الإفطار من المؤسسات المجاورة في انتظار حل المشكل، يقول ممثل أولياء التلاميذ، بالإضافة إلى مسؤولية البلدية كهيئة إدارية مكلفة بتسيير وتموين المطاعم المدرسية الواقعة على مستوى إقيلمها، على حد قوله. وعن أسباب رفض رئيس البلدية القيام بعملية التموين للمؤسسة، أكد ممثل الجمعية أن هذا الأخير تحجج بغياب حافلات النقل في وقت يتم فيه تخصيص هذه الحافلات للمهمات الخاصة ونقل الرياضيين والجولات الاستجمامية، في حين يحرم التلاميذ من حقهم وهي مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون إدارية، يقول محدثنا، مما دفعه إلى مناشدة السلطات الولائية ومديرة التربية بضرورة التدخل والتكفل بهذا الإنشغال الذي أرهق التلاميذ وأولياءهم منذ تدشين هذه المؤسسة قبل حوالي ثماني سنوات، ورغم ذلك، فإن المتوسطة كانت في كل سنة تحتل المراتب الأولى على مستوى البلدية من حيث النتائج، يضيف المتحدث. كما يناشد ممثل عن جمعية أولياء التلاميذ الجهات المعنية توفير النقل المدرسي لتلاميذ المتوسطة خاصة منهم القادمين من القرى البعيدة، حيث تزداد معاناتهم في فصل الشتاء، مثلما قال، جراء صعوبة الوصول إلى المؤسسة، الأمر الذي قد يؤثر على مردودهم الدراسي ويضاعف من نسبة التسرب نتيجة لأسباب بسيطة كان من الممكن تجاوزها بسهولة. من جهته، فقد شدد والي ولاية بومرداس خلال زيارة التفقد التي قادته مؤخرا لبعض مدارس دائرة دلس والوقوف على انشغالاتها، بتقديم الوجبات الساخنة للمؤسسات التربوية التي تحتوي على مطاعم، واقتصار الوجبات الباردة على المؤسسات التي لا تملك مطعما في انتظار الحلول الدائمة لها.