تواصل جامعة ''أبو بكر بلقايد'' بتلمسان، تنظيم الملتقيات الدولية المنضوية تحت لواء تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ، حيث يحتضن قصر الثقافة بإمامة الملتقى الدولي حول ''تلمسان ونواحيها في الحركة الوطنية وثورة التحرير، من هجرة 1911 إلى 1962 '' . هذه التظاهرة الأكاديمية ستنظّم أيام 13 ,12 و14 نوفمبر الجاري بمشاركة عدد معتبر من الأساتذة الباحثين من الجزائر وخارجها، سيركّزون على الدور الأساسي الذي لعبته ''المدينة/الحاضرة'' كنقطة مرجعية ونموذج انتماء وتميّز، إلى جانب العودة إلى مراجعة وإتمام ومناقشة كلّ ما له صلة بهذه الفترة الطويلة المتعلّقة بتكوّن وتجذّر الحركة الوطنية وإعادة التشكيلات الاجتماعية عبر تواصلاتها وتقطّعاتها وميكانيزمات بناء الفكرة الوطنية. ينطلق هذا الملتقى من فكرة أنّ تاريخ الحركة الوطنية قلّما أخذ بعين الاعتبار الميدان أو الفضاء المحلي الذي شهد نشأتها وتبنّاها وتابع تطوّرها، ويشير القائمون على هذه التظاهرة إلى أنّ التركيز على الطابع المحلي كفيل بأن يعطي معنى التطوّرات الاجتماعية والسياسية التي تبلورت بالقياس مع الدينامية الوطنية مع التأكيد على تمحورها مع البعد الوطني، ويعطي هذا التأرجح ما بين هذين المستويين، فكرة وفية عن التغيّرات الموروثة عن الماضي والحاضر في نفس الوقت ويصحّح للتاريخ الاجتماعي العام الملاحظات التي تتّسم بالعمومية. ويضيف المنظّمون أنّ التحليل التاريخي انطلاقا من مدينة تلمسان ونواحيها يرمي إلى التفكير في هذا الوضع المزدوج للمدينة كمركز محافظة على التقاليد وكمخبر أنتج أشكالا اجتماعية جديدة، وتظهر الدراسات حول المواقف السياسية وكذا الوضعيات الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية لمختلف تشكيلات سكان المدينة الذين يتقاسمون بصفة غير متساوية هذه المدينة وفقا لاستراتيجيات محدّدة، كيف تتمّ حيثيات النضال وذلك للوصول إلى مراقبتها والسيطرة عليها. وذلك علاوة على أنّ الفضاء الحضري يحمل ثقل التناقضات الاجتماعية والمعارضات، فهو يشكّل مكان تخمّر الأفكار السياسية التي ساهمت في تشكيل الشعور بالانتماء الاجتماعي، وأهمّ فترات هذه التطوّرات تتجلى في هجرة 1911 والاستقلال في جويلية ,1962 فخلال هذه المرحلة عرفت حركات المقاومة فترات دفع مختلفة مرتبطة بالطرق الجديدة في مقاومة النظام الكولونيالي، وكان اندلاع الثورة بمثابة نقطة نهاية هذه الحركة التي فتحت مرحلة صعبة بالنسبة لمدينة تلمسان التي كلّفتها مقاومتها المبكّرة والمثالية ثمنا غاليا للحصول على استقلال البلاد. المشاركون في ملتقى ''تلمسان ونواحيها في الحركة الوطنية وثورة التحرير، من هجرة 1911 إلى ,''1962 القادمون من قسنطينة، تلمسان، وهران، الجزائر العاصمة، سيدي بلعباس، وكذا مستغانم، المسيلة ومعسكر، إضافة إلى المغرب، تونس، فرنسا والمجر، سيعكفون طوال ثلاثة أيام على مناقشة ثلاثة محاور أساسية تتعلّق ب''من وضعية التراجع إلى التحرّر السياسي، تلمسان ونواحيها بين 1911 و,''1939 ''سنوات الأربعينيات والخمسينيات، حول آثار الحرب العالمية الثانية وتجذّر النضال'' و''ثورة التحرير الوطني". ومن بين المحاضرات التي تثري أشغال هذا الملتقى - الذي يعدّ تاسع ملتقى ينظّم في إطار ''تلمسان عاصمة الثقافة العربية''-، محاضرة الأستاذ علي هارون عن ''أبو بكر بلقايد وثورة التحرير''، ''هجرة ,1911 المدينة والحدث'' للأستاذ محمد غالم، ''الأرشيف عن تلمسان ونواحيها'' للأستاذة سياري طنغور وناسة، ''تلمسان والثورات بالمغرب في بداية القرن العشرين'' للأستاذ يشوتي رشيد، إضافة إلى ''الهجرة الجزائرية إلى الديار المشرقية خلال المرحلة الاستعمارية، قراءة في الدوافع والانعكاسات'' للأستاذ عبد المجيد بوجلة، ''الأبعاد الجزائرية، بنرزت ومعركتها'' للأستاذ غربي محمد لزهر، ''إشكالية حول ?نبأ? التيار الوطني الاستقلالي وديناميته في الوسط التقليدي بالقطاع الوهراني مع بداية الثلاثينيات وحتى 1945 ". ويوجد في أجندة الأشغال أيضا مداخلات حول ''التاريخ الاجتماعي وفق الطابع المحلي، الأقليات الثقافية، استراتيجيات الاندماج و/ أو التمييز ومقاومة المسح، من الأوراس إلى الغرب الوهراني'' للأستاذ كولونا فاني، ''المصباح، أوّل جريدة للشباب الجزائري'' للأستاذ بن قادة صادق، ''الديني والسياسي في المسيرة الطويلة للحركة الوطنية التونسية'' للأستاذ زغال عبد القادر، ''ابن أبي ضياف أو ميلاد المخيال الوطني'' للأستاذ بن سليمان فاطمة، ''تلمسان في الثلاثينيات، السياسة، الاقتصاد والمجتمع''، ''تأثير الإنزال الأمريكي في الجزائر عام 1942 على الوطنيين'' للأستاذة لعلامي فاطس فريال، إلى جانب محاضرات ''الشعر الشعبي الجزائري ومجازر ماي 1945 بالقطاع الوهراني'' للأستاذ مغنونيف شايب، ''نشاط حزب الشعب الجزائريبتلمسان خلال الحرب العالمية الثانية'' للأستاذ عوامري مصطفى، ''منازعات وشخصيات فاعلة في تلمسان 1940-1947 من خلال الوثائق الأرشيفية للأستاذ ولد نابية كريم، ''دور الهجرة خاصة في تلمسان ونواحيها في حرب التحرير الجزائرية'' للأستاذ مونسيرون جيل، ''التجارب الوحدوية في الحركة الوطنية الجزائرية وظروفها'' للأستاذ ملازيو تيومو، وغيرها من المحاضرات، ناهيك عن مائدة مستديرة في اليوم الأخير من الملتقى حول ''الذاكرة التلمسانية، الفاعلون والصنّاع'' بمشاركة كلّ عويسي وعلي، لمقامي محمد، مجاوي عبد العليم، ثابت أوّل عبد السلام وطالب بن دياب سيد أحمد، مع تكريم الباحث المهتم بتاريخ تلمسان طالب بن دياب عبد الرحيم.