يستعد المنتخب الوطني لكرة اليد (رجال) من الآن التحضير لموعد بطولة أمم إفريقيا المقررة بالمغرب من 10 إلى 21 جانفي القادم، حيث كان ''الخضر'' قد أنهوا تربصهم الأول الأسبوع الفارط، وسيباشرون الثاني من 12 إلى 21 ديسمبر القادم بالمجر.وقد حاولت ''المساء'' الوقوف على هاته التحضيرات من خلال إجراء حوار مع المدرب الوطني السيد صالح بوشكريو، الذي رد على أسئلتنا بكثير من التفاصيل. - بداية كيف تستعدون للموعد القاري المؤهل إلى الألعاب الأولمبية بلندن 2012 ؟ * الانطلاق في سلسلة التحضيرات عرف نوعا من التذبذب، حيث كان من المفروض إجراء السباعي الجزائري أول محطاته التحضيرية بفرنسا لكن عدم الحصول على التأشيرات حال دون ذلك وعوضناه بمعسكر تدريبي بالدويرة الذي جرى على مدار أسبوع من 30 أكتوبر إلى 4 نوفمبر، بحضور كافة اللاعبين المحترفين ماعدا ماليك بوبايو من نادي نيم، وذلك بسبب عدم استكمال إجراءات سفره إلى أرض الوطن، لكنه سيكون حاضرا في التجمعات المقبلة. - ما هي النقاط التي ركزتم عليها في هذا التربص الذي شارك فيه ثمانية محترفين؟ * التربص الإعدادي الأول شارك فيه كل من حارس نادي بيليي من القسم الفرنسي الثاني خالد غومال وعبد الجليل زيادة من نادي أنجرس وعمار بن علي من نادي شاربورغ وعبد القادر رحيم من نادي نانسي وساسي بولطيف من نادي ايستر وبلقاسم فيلاح من نادي باريس هوندبال وطاهر لعبان من نادي اكس اون بروفونس ومحمد مقراني، وهذا التعداد سهل كثيرا من عملنا الذي كان مرتكزا بالدرجة الأولى على عامل الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد والمغتربين والمحليين. - وماذا عن الجانب التكتيكي؟ * التحضير التكتيكي يكون متواصلا ودون انقطاع، حيث تقيم العناصر الوطنية مردودها الفني من خلال المباريات التي تخوضها مع الأندية التي تنشط فيها...، لكن -بالمقابل -عملنا على تحسين الهجوم الذي يعد النقطة السوداء بالنسبة لمجموعتنا وكذا تعود الوجوه الجديدة على خطة اللعب (3-3). - هل واجهتهم صعوبات في هذا المعسكر ؟ * التربص جرى في ظروف تنظيمية جيدة وأجواء تدريبية محكمة، حيث امتاز بالانضباط والجدية التامتين...، لكن العناصر المحترفة واجهت صعوبة كبيرة في التأقلم مع أرضية الميدان، حيث اعتاد هؤلاء على أرضية لينة تساعدهم على تسخين أعضاءهم وتحريكها بسهولة عكس القاعة المتعددة الرياضات بالدويرة التي كانت صلبة وجعلتهم يبذلون مجهودات إضافية، الأمر الذي اقتضى منا تقليص الحجم الساعي من التدريبات وذلك من أربع ساعات إلى ثلاث خلال يوم واحد. - ما هو عدد التجمعات الإعدادية المتبقية، وما هي المحطة المقبلة ؟ * بالنظر إلى حجم الرهانات التي تنتظر السباعي الجزائري، سطرنا برنامجا إعداديا ثريا يستحوذ على ثلاثة معسكرات، الأول جرى بالجزائر من 30 أكتوبر إلى 4 نوفمبر، والثاني من 12 إلى 21 ديسمبر بالمجر على أن يتبعه تربص ثالث وأخير من 22 ديسمبر إلى 3 جانفي بفرنسا...، وسنلعب في المجر مباراتين وديتين تكون الأولى ضد منتخب نمساوي والثانية أمام نادي محلي، بالإضافة لهذين اللقاءين قد يواجه رفاق عمر شهبور نادي مونبيلي حامل لقب فرنسا أربع مرات وذلك خلال تربص فرنسا. - سمعنا أنكم تلحون على اللاعب المحوري السابق عبد الرزاق حماد للعودة إلى الفريق الوطني ؟ * في الحقيقة؛ أنا في تواصل مستمر مع اللاعب المخضرم حماد عبد الرزاق لإقناعه بالعودة إلى التشكيلة الوطنية التي تفتقر لخدماته النوعية وأهدافه الاستعراضية في وضعيات الارتقاء في منطقة المنافسين...، لكن لحد الآن المفاوضات لم تصل إلى نتيجة...، وحسب اعتقادي أن إعلان لاعب مولودية الجزائر سابقا اعتزاله كان مبكرا، حيث بإمكانه مواصلة اللعب لسنوات أخرى، فالشباب لا يقاس بالسن بل بالروح والمعنويات والإرادة، فحماد عبد الرزاق يعد لاعبا من طينة الكبار، حيث يملك سجلا حافلا بالتتويجات المحلية والقارية بالإضافة إلى مشاركاته القياسية في أكبر محفل للكرة الصغيرة ''البطولة العالمية '' والتي تقدر في مجملها بست مرات (مونديال1997 و1999 و2001 و2003 و2005 و2010). - وماذا عن التعداد الذي ستعتمد عليه في البطولة الإفريقية؟ * لم نستقر بعد على القائمة النهائية التي ستخوض المحطة التأهلية إلى الألعاب الأولمبية المقبلة المقررة بلندن الإنجليزية من 27 جويلية إلى 12 أوت القادمين، حيث بإمكاننا إضافة أسماء من شأنها إعطاء شحن معنوي للتشكيلة الجماعية...، لكن نعتمد الآن على اللاعبين الذين حضروا تربص الدويرة، ويتعلق الأمر بكل من سمير كربوش وعبد القادر سنوسي وهشام داود وصالح شيخ وعبد الحفيظ حجايجي وحمزة فراج وحمود آيت الله خميني ورابح سوداني ومحمد مقراني وخالد غرمول وبلقاسم فيلاح وساسي بولطيف وماليك بوبايو ماليك وعبد القادر رحيم وعمار بن علي وعبد الجليل زيادة. - هل الاهتمام بِافتكاك تأشيرة أولمبية، جعلكم تتخلفون عن الألعاب العربية؟ * تخلف المنتخب الوطني عن المشاركة في الألعاب العربية المقررة بالدوحة القطرية من 9 إلى 23 ديسمبر القادم، سيكون لسبب بسيط يتمثل في عدم قدرتنا على تجميع أغلبية اللاعبين خلال فترة الألعاب العربية...، كما لا أريد أن أغامر، لا سيما وأن ما لا يقل عن ثمانية لاعبين ينشطون بفرنسا لن يتم تسريحهم إلا بداية من 20 ديسمبر، وعلى خلفية ذلك أرفض فكرة المشاركة بفريق أقل من 21 عاما حتى لا نكرر سيناريو دورة الموزمبيق الذي سمعنا من وراءه أقاويل لا تعد ولا تحصى رغم حصولنا على المركز الثالث. علاوة عن ذلك؛ فالفترة التي تقام فيها الألعاب العربية تقارب موعد كأس إفريقيا للأمم ,2012 التي تبقى الهدف الرئيس للمنتخب الوطني، لا سيما وأنها مؤهلة للألعاب الأولمبية 2012 وبطولة العالم ,2013 لذا لا نريد أن نخاطر، خاصة وأن اللاعبين قد يشاركون في الموعد القاري وهم مجهدون من الناحية البدنية. - كيف ترى حظوظ فريقك في المغرب، وهل بإمكاننا أن نرى كرة يد قوية من جانب الجزائر؟ * بفضل التشكيلة التي نملكها والإمكانيات التي تسخرها الاتحادية الجزائرية، يمكننا أن نحقق المزيد من الانتصارات والإنجازات، بشرط أن يحافظ اللاعبون على الاجتهاد في العمل، فالمجموعة الحالية جيدة ومسؤولة واللاعبون يمتازون بالأخلاق والإرادة في العمل...، لكن بالمقابل تبقى مأمورية الفريق الوطني في غاية الصعوبة لأن التنافس سينحصر على الرباعي تونس حاملة اللقب القاري ومصر الوصيفة والجزائر صاحبة المركز الثالث والمغرب البلد المضيف وذلك على تأشيرة واحدة فقط، هذا ما يجعلني كمدرب وطني أحث اللاعبين على العمل بكل قوة، معتمدين في ذلك على إمكانياتهم الطبيعية المتمثلة في السرعة والدفاع المتقدم في ظل استغلال البنية المورفولوجية القوية للاعبين المحترفين. - هل من كلمة إضافية ؟ * نتمنى أن نحقق قفزة نوعية تضاف إلى تلك المسجلة في مونديال السويد أين أنهى المنتخب الوطني مشاركته في المركز ,15 وذلك بتحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في الالتحاق بركب المتأهلين إلى أولمبياد لندن 2012 ومونديال ,2013 لا سيما وأن الفريق الوطني قدم مشوارا متواضعا في مونديال السويد وذلك في ضل أداء رائع للدفاع الوطني الذي استحق كل الثناء.