دعت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم إلى ضرورة إعطاء مظاهرات 11 ديسمبر الأهمية التاريخية التي تستحقها من خلال فتح ورشات للدراسة والبحث في هذه المرحلة التاريخية مطالبة بصياغة قانون أساسي للأطفال الذين استشهدوا في أحداث ديسمبر، بما في ذلك الأطفال الذين أصيبوا في تلك الأحداث، وهضمت حقوقهم التعويضية، إلى جانب ضرورة فتح تحقيق لمعرفة العدد الحقيقي للأطفال المشاركين في هذه المظاهرات التاريخية التي أثبتت للعالم قدرة الشعب الجزائري على المطالبة بحقوقه. وقالت المحامية خلال ندوة صحفية نشطتها، أمس، بمنتدى يومية ''المجاهد'' في إطار إحياء مظاهرات 11 ديسمبر، أن الجزائر لا تملك إحصائيات حول العدد الحقيقي للأطفال ضحايا مظاهرات 11ديسمبر لذا كان لابد من إعطاء هذه المرحلة التاريخية المهمة في الثورة الجزائرية، بفتح المجال للبحث في أحداثها وإدراجها ضمن البحوث التي يقوم بها الطلبة عند عند إعداد الرسائل الجامعية. وتأسفت المحامية للتهميش الذي عرفته هذه الحادثة الممتدة من 11ديسمبر إلى غاية 12 ديسمبر من طرف الباحثين معترفة في نفس الوقت بأنها تتميز بقلة الوثائق وصعوبة الوصول إلى المعلومة عن وقائع حدثت بتلك الفترة التاريخية التي عبر فيها الشعب الجزائري على أنه شعب واع سياسيا ولا ترضيه غير الحرية كمطلب أساسي بدليل أن المظاهرات شارك فيها عدد كبير من الشباب والأطفال والنساء الذين خرجوا من كل الأحياء الشعبية رافعين الأعلام الجزائرية ومطالبين بالاستقلال. وتطرقت الأستاذة بن براهم في حديثها إلى مظاهرات 11 ديسمبر بإسهاب، حيث قالت ''إن الجنرال ديغول ظن بإطلاقه مشروع الجزائر جزائرية أنه من خلال تأمين بعض الرفاهية للجزائريين والتكفل ببعض مشاكلهم الاقتصادية سيتمكن من جعلهم يتخلون عن مطالبهم بالاستقلال كحق مشروع وأن هذا المشروع قوبل بالرفض من طرف بعض الفرنسيين الذين دخلوا في مواجهات عنيفة مع بعض الشباب الجزائري فتحولت القضية إلى صراع ومواجهات وقتل طفل ورجلان في بدايتها لتمتد المظاهرات في كافة الأحياء الشعبية والتي عرفت فيها القصبة أكبر حصيلة من الشهداء. وأكدت السيدة بن براهم أن خروج الشعب الجزائري في مظاهرات سلمية لم يكن بناء على استجابة للنداء الذي رفعه الآفلان وقتها، وإنما كان خروجا ''للشعب الجزائري تعبيرا عن الوعي السياسي الذي يتمتع به''، وتضيف المتحدثة إن الشعب الجزائري هو الوحيد الذي اعتمد على المظاهرات التي استمرت على مدار ثلاث أيام لإيصال صوت الجزائر إلى المحافل الدولية وكشف عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تمارسها فرنسا الاستعمارية ضد شعب قرر العيش في دولة مستقلة. وفي سياق متصل حيت المحامية بن براهم جريدة ''المجاهد'' التي تعتبر من بين المراجع التاريخية التي اعتمدت عليها للاطلاع على بعض الحقائق التاريخية التي تخص مظاهرات 11 ديسمبر حيث قالت ''كان للإعلام إبان الثورة التحريرية أهمية كبيرة في تسجيل بعض الحقائق التاريخية التي من خلالها تم الكشف عن الجرائم البشعة التي اقترفها المستعمر الفرنسي في حق هذا الشعب الجزائري الأعزل التواق إلى الحرية والاستقلال. وقالت المتحدثة إن فرنسا كانت من أكثر الدول خرقا الاتفاقية الدولية لحقوق الإنسان بالنظر إلى حجم العتاد العسكري الثقيل الذي اعتمدته لصد المظاهرات التي شملت كل أحياء العاصمة، حيث كانت تطلق النار على الأطفال والنساء العزل.