فاسماعيل مواسي حمل أساتذة ومهتمون بكتابة التاريخ الدولة مسؤولية التقصير في تدوين تاريخ الثورة والحركة الوطنية الجزائرية، مسجلين وقوع الأخيرة في التزييف وتشويه للحقائق، في وقت ليس بمقدور العديد من أبطال الثورة ومن عايشوا مراحلها تدوين شهاداتهم لكونهم لا يجيدون القراءة والكتابة. قالت رئيسة جمعية مناهضة التطبيع مع الماضي الاستعماري في الجزائر المحامية فاطمة الزهراء بن براهم في نقاش بثته القناة الأولى للإذاعة الجزائرية أمس ضمن اللقاء الأسبوعي "جدل" أن تاريخ الثورة الجزائرية تعرض للتزييف وتشويه الحقائق، و أن تاريخ الجزائر مزيف من بعض الأشخاص الذين أرادوا تبييض ماضيهم، والتظاهر بوجه الوطنية لخدمة مصالحهم. وأكدت بن براهم أن العديد ممن عاشوا ملحمة الثورة يحاولون الإدلاء بشهاداتهم و لكن عدم إجادتهم القراءة والكتابة حال دون تدوين شهاداتهم. وأضافت أن أناسا قامو بتزييف التاريخ لغرض تبييض ماضيهم، معتبرة ذلك تقصيرا من طرف الدولة في حماية التاريخ الوطني وحق الشعب الجزائري في معرفة الحقيقة، موضحة أن تاريخ الجزائر لم يبدأ في الفاتح نوفمبر 1954 وإنما يمتد إلى سنة 1830. تصريحات بن براهم السابقة أثارت حفيظة مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي الذي اكتفى في تدخل هاتفي ضمن الحصة بالاعتراض على ما أدلت به بن براهم من تصريحات. أما استاذ التاريخ السيد شوتام فقال بالمناسبة إن الجزائر تفتقر لمنهجية عمل ومشروع وطني لكتابة التاريخ، من جانبه رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد سجل وجود تقصير في كتابة التاريخ، داعيا كافة شرائح المجتمع من منظمات وجمعيات للقيام بواجبها في هذا الشأن. هذا وتناول المتدخلون مسألة تقديم التاريخ الوطني بإيجابياته وسلبياته، بينما اعترض البعض عن تقديم صراعات الحركة الوطنية للأجيال الصاعدة، ليؤكد محمد غربي عن وزارة المجاهدين أن الأخيرة سخرت كل إمكانياتها لكتابة التاريخ في أطر منظمة مؤكدا وجود خلايا ناشطة في البحث وكتابة التاريخ الوطني والوصول إلى مصادره.