تخلد دار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو، ابتداء من غد الأحد 25 ديسمبر وعلى مدار يومين متتاليين، ذكرى الفنان الحاج مريزق واسمه الحقيقي أرزقي شايب، أحد أعمدة أغنية الشعبي، التظاهرة التي دعت إليها مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو ولجنة النشاطات الثقافية والفنية تعد الأولى من نوعها. وسطر القائمون على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية، برنامجا متنوعا يستهل بمعرض حول مسيرة وحياة الفنان وكذا عرض المقالات الصحفية التي تناولت شخصية الفنان الذي يعد مدرسة للأجيال المتعاقبة، إلى جانب عرض صور عميد الأغنية الشعبية الحاج مريزق فنانا مجددا للأغنية الحوزية ومطربا عرف كيف يحافظ على أصالة هذا الطبع الموسيقي. وتحتضن قاعة المسرح الصغير بدار الثقافة ''مولود معمري'' محاضرة تحمل عنوان ''حياة ومسيرة الحاج مريزق'' من إلقاء السيد عبد القادر بن دعماش، ومحاضرة أخرى تحمل عنوان'' الحاج مريزق، وبعث الذاكرة'' متبوعا بعرض صور الفنان. فيما سيكون جمهور عاصمة جرجرة على موعد بقاعة العروض مع حفل، مرفوق بشهادات تبرز شخصية الحاج مريزق، فضلا عن مساره الفني مع وقفة عند بوجمعة العنقيس، دفلي طارق، حسين دريس، رباح حوشين، وغيرها من النشاطات التي تخلد حياة والمسيرة الفنية لشايب أرزقي المعروف على الساحة الفنية ''بالحاج مريزق'' الذي ولد بالقصبة سنة 1912 وينحدر من أزفون ( تيزي وزو)، دخل عالم الموسيقى على يد أخيه غير الشقيق محمد خيوجي الذي أصبح مدير أعماله. وبدأ بالعزف على آلة الغيتار ثم الدربوكة قبل تفرغه لأداء الأغنية، وبعدها الطابع الحوزي الذي مزج خلاله بين الأغنية الشعبية والموسيقى الكلاسيكية. وقام الفنان بتشكيل فرقته، حيث بدأ سنة 1929 بتنشيط العديد من الحفلات العائلية في القصبة، وفي سنة 1951 تمكن من الغناء بقاعة ''ابن خلدون'' مع ليلى بونيش، حيث أدى ''الفراجية''، ''روحي تحاسبك''، وفي سنة 1952 سجل مع شركة ''باسفيك'' أغنيته الناجحة جدا ''المولودية'' (78 د) التي كانت من كلمات الشيخ نور الدين، وضم الألبوم أغاني منها ''ناوي نشا الله نتوب'' و''ياربي سهلي مرة'' وكذا''القهوة واللاتاي'' للشاعر سيد التهامي المدغري، لتليها تسجيلات عديدة من بينها ''يا طه الأمين'' و''يا القاضي''. توفي الفنان ليلة 11 إلى 12 فيفري 1955 بالجزائر عن عمر يناهز ال43 سنة بعد مرض عضال. ويبقى الحاج مريزق ذا شعبية كبيرة، حيث كان مطلوبا جدا لإحياء الحفلات التي كانت تنظمها العائلات بحي القصبة العتيق''، حيث لا يزال في ذاكرة ممن عايشوا هذا الفنان فريد الموهبة وعنصرا من ذاكرتنا الثقافية التي يتعين علينا الحفاظ عليها لفائدة الأجيال القادمة.