أسدل أمس الستار على الألعاب العربية الثانية عشر التي جرت وقائعها بالدوحة القطرية ما بين 9 و23 ديسمبر الفارط، بتتويج مصر بلقب الدورة، حيث احتلت المركز الريادي في عدد الميداليات (88 ذهبية ، 76 فضية، 67 برونزية) تليها تونس (53 ذ، 45 ف، 38 ب) والمغرب (34 ذ، 23 ف، 54 ب) وقطر (31 ذ، 37 ف، 38 ب) والجزائر (15 ذ، 40 ف، 30 ب) على التوالي. وصعدت الجزائر إلى الصف الخامس بعد أن نالت العناصر الوطنية في اليوم الأخير من المغامرة العربية ثلاث ذهبيات في منافسات كرة اليد، السباحة والشطرنج، والتي عززت الحصاد بخمسة عشر ذهبية وهو نفس عدد الميداليات الذهبية لدى المملكة العربية السعودية، إلا أن الجزائر حصلت على عدد أكبر من الميداليات الفضية (40) والميداليات البرونزية (30)، في حين أحرزت السعودية 11 فضية و17 برونزية. وجاءت الذهبية الأولى لليوم الثالث عشر من منافسات العربية، بفضل المنتخب الوطني لكرة اليد - سيدات - الذي تفوق على نظيره الأردني بنتيجة (35-14). وبهذا الفوز تكون رفيقات اللاعبة زهرة بن زمور قد حققن فوزهن السادس في الدورة مقابل تعادل واحد مع المنتخب التونسي ب (29-29). أما الثانية والثالثة، فرجعتا للسباحة آمال مليح في سباق 100 متر سباحة على الظهر والمنتخب الوطني للشطرنج - سيدات -. ورغم تسلق سلم الترتيب الذي استقر عند المرتبة الخامسة، لم تتمكن الجزائر خلال دورة قطر سوى من افتكاك نصف الميداليات الذهبية المحققة في الدورة السابقة أين حلت ثالثة برصيد 30 ذهبية، 43 فضية، 51 برونزية، وهو ما يؤكد التراجع الرهيب في كل الرياضات، خاصة الفردية منها على غرار الجيدو، السباحة وألعاب القوى، الملاكمة والكاراتي دو. وتعد الجزائر من بين أقوى الوفود الحاضرة بالدوحة بمجموع 211 رياضي من بينهم 136 لدى الرجال في 18 رياضة وراء كل من البلد المنظم (قطر) ومصر، غير أن حصادهم لم يعكس تواجدهم المكثف بهذه الدورة وهذا ما نستشفه في الترتيب العام للدول المشاركة. إثر ذلك؛ فإن نكسة الألعاب العربية تثير استياء الوزارة بسبب النتائج الكارثية والمخيبة، حيث اتجهت الجزائر إلى تسجيل إخفاق تاريخي لم تعرفه من قبل، ما دفع بالوزارة القطاع إلى استدعاء رؤساء الاتحاديات التي فشلت في الموعد العربي، للاستفسار عن النتائج قبل اتخاذ التدابير اللازمة. وأكد المدير العام للرياضات بوزارة الشبيبة والرياضة، حسين كنوش، أن الوصاية ستتخذ الإجراءات اللازمة بعد انتهاء الألعاب العربية، مضيفا أن النتائج المحققة مخيبة للآمال عكس ما كان منتظرا. وأوضح قائلا: ''لم أرد اتخاذ أي قرار بإحداث تغييرات جذرية بعد ألعاب مابوتو نظرا لقصر الفترة بين الموعدين الإفريقي والعربي... والآن علينا التصرف". وسبق لمدير الرياضات قبل انطلاق ألعاب إفريقيا أن حذر من مغبة الإخفاق، مهددا الاتحاديات باتخاذ الإجراءات المناسبة اتجاهها في حال ''فشلها'' وتوعدها من جديد خلال منافسات الدوحة. وقال في هذا السياق: ''بعد انتهاء الألعاب العربية سنشكل لجنة تقييم نتائج كل اتحادية وانطلاقا من ذلك سنقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة". وتأسف كنوش للمشاركة الجزائرية في السباحة، وأفاد أن السباحة الجزائرية شكلت أكبر خيبة آمل خلال أولمبياد العرب والاتحادية تتحمل مسؤوليتها في ذلك".