كشف الناخب الوطني لكرة اليد صالح بوشكريو، أن الجولة التحضيرية الأوروبية التي قادت السباعي الجزائري إلى المجر والنمسا وفرنسا على التوالي، كانت إيجابية على كافة الأصعدة، ما عدا الجانب الصحي الذي سيحرم التركيبة الوطنية من خدمات لاعبين أساسيين خلال الموعد القاري، ويتعلق الأمر بكل من عبد المالك سلاحجي وعبد الرحيم برياح. ورغم هذه الغيابات البارزة، إلا أن بوشكريو بدا متفائلا، حيث قال أن اللاعبين متحمسون لخوض غمار المنافسة القارية بعزيمة وقوة كبيرتين. متمنيا في الوقت نفسه أن يكون ''الخضر'' في نفس مستوى هذا الشحن المعنوي عند انطلاق الدورة، لاسيما وأن المحطة مؤهلة إلى أولمبياد لندن وكأس العالم. - بداية، كيف تقيم المحطة التحضيرية بأوروبا؟ ؟الفريق الوطني استفاد من تربص إعدادي نوعي في قارة تملك منتخبات بلدانها تقاليد عريقة في الكرة الصغيرة، حيث أجرينا خلاله مقابلات ودية مع منتخبات معروفة على غرار المنتخب النمساوي الذي لعبنا معه مقابلتين وكان له الفوز في كلتيهما بنتيجة (24-21 و30-28)، وكذا المنتخب البلجيكي الذي حسم المواجهة الأولى لصالحه بفارق نقطة واحدة (29-28) وبعدها تمكنا من الثأر منه في اللقاء الثاني برصيد (26-20) وعلاوة على ذلك، نشط السباعي الجزائري أيضا مقابلتين أمام لوكسمبورغ وأنغولا، وانتهتا لصالح ''الخضر'' بنتيجة (31-16) و(31-20) على التوالي. - هذه المقابلات الودية سمحت لكم بتقييم إمكانيات اللاعبين؟ ؟فعلا، أعتبر المقابلتين اللتين أجراهما الفريق الوطني أمام النمسا قويتين، وسمحتا لي بتقييم إمكانيات اللاعبين قبل التنقل إلى فرنسا، حيث تمكنت التشكيلة الوطنية من إشراك كل اللاعبين المحترفين بمن فيهم الاكتشاف الجديد في المنتخب ويتعلق الأمر باللاعب المحترف ماليك بوبايو، الذي يعتبر لاعبا من طراز خاص، أراهن عليه كثيرا في موعد المغرب. - على ذكر بابويو ، كيف كان رد فعله وهو يزور الجزائر لأول مرة؟ ؟ اللاعب كان مترددا في اليوم الأول من تحضيرات الفريق بالعاصمة، بحكم أنه لم يزر الجزائر في السابق، إلا أن ماليك اندمج بعدها بسرعة في المجموعة بفضل مساعدة اللاعبين الآخرين له، بما أن هؤلاء بسطوا له المهمة وجعلوه واحدا من عائلتهم. - إذا عدنا للحديث عن لعنة الإصابات التي واجهتكم خلال تحضيراتكم بأوروبا، ما تعليقكم على ذلك؟ ؟ مشكلة الإصابات وقعت علينا كالصاعقة، حيث حرمتنا من خدمات أبرز اللاعبين في التشكيلة، والبداية كانت بالحارس عبد المالك سلاحجي الذي أجرى عملية جراحية على مستوى الزائدة الدودية خلال تربص المنتخب الوطني بالمجر، ليأتي دور اللاعب عبد الرحيم برياح الذي تعرض لإصابة على مستوى الركبة أثناء المباراة الودية التي جمعت ''الخضر''ببلجيكا. وسبق للرباعي بركوس وزواوي وكعباش وصالح شيخ أن عانى من الإصابة وذلك في تربص المجر، حيث لم يحضروا جميع المقابلات الودية التي استفاد منها الفريق الوطني أثناء رحلته التحضيرية بأوروبا. - غياب سلاحجي، سيكون خسارة كبيرة للسباعي الجزائري خلال الموعد القاري؟ ؟ بطبيعة الحال، كيف لا وهو صاحب لقب أحسن حارس مرمى في الطبعة الإفريقية الماضية التي جرت بمصر، أين تمكن المنتخب الوطني بفضله من افتكاك المركز الثالث، وعليه، فإن غيابه عن الحدث القاري زاد من مخاوفي لأن الحراس الآخرين للمنتخب لم يقدموا مردودا كبيرا خلال المقابلات التحضيرية الأخيرة. - كيف يتعامل بوشكريو مع التركيبة في ظل هذه الغيابات البارزة؟ ؟الطاقم الفني يتعامل مع هذه الأمور بطريقة احترافية حتى لا تفقد العناصر الوطنية الثقة بنفسها، وقصد تألق ''محاربي الصحراء'' في هذه الدورة مثل النسخة الماضية وضعنا استراتيجية محكمة ترتكز بالدرجة الأولى على لعب المنافسة بذهنية الفوز دون استصغار المنافسين وتسيير المباريات حسب خصوصيات كل منها، فمثلا، خلال الدورة الفارطة انتهجنا استراتيجية ناجحة سمحت لنا بتسيير تلك المباريات لصالحنا، فكان التركيز على اللعب بقوة في الشوط الأول وتسجيل فارق مريح قبل الشوط الثاني، وغالبا ما يكون ذلك عاملا نفسيا مريحا لدى اللاعبين، كما أن ذلك يسمح أيضا للمدربين بالقيام بالتغييرات الضرورية في صفوف اللاعبين وفي خطة اللعب، وإلى جانب ذلك لعبنا بدون عقدة أمام أعرق المنتخبات القارية ويتعلق الأمر بحامل اللقب سبع مرات المنتخب التونسي، كما اجتزنا عقبة التشكيلة الأنغولية التي تخوف منها الفريق الوطني كثيرا نظرا للبنية المورفولوجية القوية لعناصرها والفنيات العالية التي تتمتع بها التركيبة. - على ذكر المنتخبات، هل اطلعتم على أخبار نظرائكم في المجموعة؟ ؟ في الحقيقة المنتخب المصري نعرفه جيدا بحكم أننا شاهدناه في الألعاب العربية الأخيرة التي توج بلقبها، كما نؤكد أيضا معرفتنا بمستوى الفريق الأنغولي الذي تسنت لنا مشاهدته في الألعاب الإفريقية بمابوتو، أما المنتخبات المتبقية ويخص الأمر الكاميرون وكوت ديفوار وبوركينافاسو، فليست لدينا أية فكرة عنها، لهذا سنتعامل بالمعيار الذي يليق بها وأن استلزم الأمر المنطق المطبق أمام مصر وأنغولا. - وماذا عن فرص ''الخضر'' في البطولة الإفريقية؟ ؟اعترف أن المهمة ستكون صعبة لكنها غير مستحيلة في المغرب، لأن المنتخب الوطني وضع نصب عينيه العودة بالتاج القاري وكسب ورقة التأهل إلى الألعاب الأولمبية وضمان مقعد في مونديال اسبانيا... فالتشكيلة التي نملكها طموحة ويمكنها أن تحقق المزيد من الإنجازات تضاف إلى تلك المسجلة منذ تواجدي على رأس العارضة الفنية، أبرزها المركز الثالث في البطولة الإفريقية الماضية والمركز الخامس عشر في مونديال السويد، وذلك شريطة محافظة اللاعبين على التركيز الجيد فوق الميدان. - محبو الكرة الصغيرة ينتظرون المباراة التي تجمع ''الخضر'' أمام ''الفراعنة''، ما تعليقكم؟ ؟كلنا ننتظر هذه المواجهة، لأن المباراة التي جمعت السباعي الجزائري أمام المنتخب المصري في الطبعة الفارطة كنا نحن الأجدر بنتيجتها، لولا ذلك الحكم الذي بدا عليه نوع من الانحياز لأنه كان يدير مباراة في القاهرة، ولكن الشيء الذي يجب علي ذكره هنا هو أن رد فعل اللاعبين كان جيدا، رغم عامل الجمهور والمحيط بصفة عامة، وتمكنا من تجاوز ذلك بفضل العمل النفسي الكبير الذي ركزنا عليه قبل اللقاء، فالمنتخب الوطني كان متفوقا في أغلب فترات اللعب، إلا أن تضييعنا للفرص سمح للحكم بتسهيل مهمة المنافس، وفي موعد المغرب سنحاول تفادي هذه السلبيات، لأن لدينا خمس مباريات في الدور الأول والمنتخبات التي ستحتل المراتب الأربع الأولى تتأهل إلى الدور ربع النهائي، واللقاء أمام مصر سيكون مهما لنا من الناحية المعنوية بالدرجة الأولى، لكنه ليس مصيريا باعتباره مبرمج في الدور الأول وليس في أدوار متقدمة. - هل ضبطتم التشكيلة المعنية بالموعد القاري؟ ؟ التشكيلة تضم عشرين لاعبا، منهم لاعبان سيكونان بديلين ويتعلق الأمر باللاعب عمر شهبور وحارس واحد سيكشف عن اسمه عند الحلول بالمغرب لإثارة المنافسة بين الحراس الأربعة الذين سيكونون ضمن الوفد بعد غياب الحارس الأساسي عبد المالك سلاحجي. أما اللاعبين الآخرين فهم: خالد غومال (ييليار - فرنسا)، سمير خربوش (شباب براقي)، عادل بوسمال (غالية بوفاريك)، رابح سوداني (روبي - فرنسا)، بلقاسم فيلاح (نادي باريس - فرنسا)، عمر بن علي (شربورغ - فرنسا)، رياض شهبور، عمر شهبور مسعود بركوس، حمزة زواوي (المجمع البترولي)، مليك بوبايو (نيم - فرنسا)، داود هشام (نادي الأبيار)، حجايجي عبد اللطيف (شباب براقي)، الطاهر لعبان (نادي سانت - فرنسا)، ساسي بولطيف (ايستر - فرنسا)، محمد مقراني (دونكارك- فرنسا)، آيت الله خميني (وفاق عين التوتة)، عبد القادر رحيم (نانسي - فرنسا)، عبد القادر سنوسي (شباب ميلة) وهشام كعباش (شبيبة سكيكدة). - نلاحظ أن القائمة مبتورة من اسم حماد، هل هذا يعني أن اللاعب سيغيب رسميا عن الموعد القاري؟ ؟ رغم المحاولات التي قمنا بها لإقناع اللاعب المحترف في فرنسا بالمشاركة في بطولة أمم إفريقيا القادمة، إلا أن ابن مدينة عين طاية طلب إعفاءه من المشاركة في دورة المغرب بطريقة دبلوماسية، اقتناعا منه بأنه لن يستطيع أن يعطي للفريق أكثر مما أعطاه في السابق، بعدما شارك في ثماني دورات قارية وست دورات لبطولة العالم... وهو ما يجعله أكثر اللاعبين مشاركة في صفوف ''الخضر''. للإشارة، حماد كان ينوي عدم المشاركة في دورة مصر الأخيرة، إلا أنني أقنعته بالعدول عن قراره، ولم يخيب أحدا عندما ترك انطباعا حسنا رغم تقدمه في السن، خاصة في المقابلتين أمام منتخبي تونس ومصر، وغيابه لن يثير أي قلق لأن التعداد يضم لاعبين قادرين على تعويض حماد في منصب اللاعب المحوري وأخص بالذكر مقراني وكعباش وحجاجي. - هل من كلمة إضافية؟ ؟ أتمنى أن يكون السباعي الجزائري واعيا بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، حتى لا يضيع فرصة نيل التأشيرة التي تضمن له معقدا في أكبر تظاهرتين رياضيتين عالميتين، ويتعلق الأمر بأولمبياد لندن 2012 ومونديال إسبانيا .2013