كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى أمس عن اعتماد 3 برامج لتحسين سلالات الأبقار المحلية على المديين المتوسط والبعيد بغرض رفع إنتاج الحليب واللحوم الحمراء، مشيرا إلى استيراد 26 ألف رأس بقر حلوب و24 ألف رأس بقر بغرض التسمين خلال السنة الماضية، كما دعا الوزير المربين وأعضاء المجلس متعدد المهن للحليب إلى تكثيف الجهود وتنسيق العمل مع كل الفاعلين لرفع طاقات إنتاج الحليب الطازج بغرض تخفيض فاتورة استيراد بودرة الحليب، أما بخصوص إنتاج العلف لم يستثن الوزير إمكانية دعم الفلاحين الراغبين في تنويع استثماراتهم مستقبلا وذلك تماشيا وارتفاع الطلب على العلف من طرف الموالين. واستغل وزير القطاع فرصة لقائه بعدد من مربي الأبقار الحلوب وأعضاء المجلس الوطني متعدد المهن للحليب أمس للوقوف على نوعية انشغالات المهنيين والتي دارت حول ضرورة التركيز على تكوين المربين لتحسين الإنتاج وتوفير الأعلاف بالكميات المطلوبة حتى لا يقع المربي في إشكالية السوق السوداء ويضطر لتحويل الأبقار الحلوب إلى المذابح، وفي ذات الشأن رد الوزير على كل الفاعلين بضرورة تنسيق الجهود والتفكير حاليا في طرق رفع إنتاج الحليب الطازج الذي بلغ السنة الفارطة 572 مليون لتر مقابل 300 مليون لتر سنة ,2010 مشيرا إلى أن عدد المربين ارتفع إلى حدود 30 ألف مرب تقريبا منهم 17 ألف مرب تعاقدوا مع الملابن الخاصة والديوان الوطني للحليب للاستفادة من دعم ممثل في أبقار الحلوب نظير الحليب الطازج، وهذه الأرقام تدعوا إلى التفاؤل، حيث تتوقع الوزارة من خلال إعداد 3 برامج وطنية لحماية سلالات الأبقار المحلية خاصة في شرق الوطن بلوغ رهان تخفيض فاتورة استيراد بودرة الحليب والاعتماد على الحليب الطازج لتغطية طلبات السوق الوطنية مستقبلا. وبخصوص إشكالية نقص الأعلاف واقتراح المربين إيجاد صيغة دعم للفلاحين الراغبين في تنويع استثماراتهم أكد الوزير أن الاقتراح سيتم النظر فيه على المستوى المتوسط تماشيا وارتفاع الطلب على العلف من طرف الموالين أنفسهم، مؤكدا أن الدولة تدفع دعما بالنسبة لمنتوج الشعير بقيمة ألف دج، علما انه يسوق للموالين بسعر 2500 دج، بالإضافة إلى نجاح تجربة زراعة الذرى التي زرع منها 600 هكتار عبر عدد من ولايات الجنوب والهضاب العليا على أن تعمم التجربة مستقبلا على باقي ولايات الوطن، من جهة أخرى دعا ممثل الحكومة أعضاء الغرفة الوطنية للفلاحة لتوجيه الفلاحين نحو استغلال الأراضي الفلاحية المسقية عبر المياه المطهرة، مشيرا إلى أن ولاية وهران تحصي اليوم 11 ألف هكتار من الأراضي المخصصة لإنتاج العلف وتوقعات الوزارة تتحدث عن رهان 200 ألف هكتار. وعلى هامش اللقاء ارجع وزير الفلاحة سبب التهاب أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء إلى قانون السوق المحدد بالعرض والطلب، مشيرا إلى توجيه توصيات لمصالح الديوان الوطني المشترك للخضر واللحوم بغرض تنسيق العمل بين المربين والمذابح من خلال عقد اتفاقيات تعاون تقضي بتعهد المربين بتموين المذابح يوميا بما يسمح بتفادي حدوث ندرة. مما يؤثر على الأسعار، أما فيما يخص إشكالية تسجيل رائحة كريهة ببودرة الحليب الموزعة على عدد من الملابن بالجنوب أكد مدير عام الديوان الوطني للحليب السيد فتحي مصار أن الأمر يخص كميات قليلة من بودرة الحليب التي تم تخزينها لمدة 4 أشهر في مخازن غير مهيأة مما جعل ذوق الحليب يتغير، وقد تم سحب هذه الكميات من السوق وإعادتها للممون الرئيسي تماشيا والعقود المبرمة مع المؤسسة المنتجة، في حين أشار الوزير إلى تسجيل تعاقد 99 ملبنة خاصة و15 ملبنة عمومية مع الديوان الوطني للحليب للاستفادة من دعم الدولة، وذلك من أصل 140 ملبنة عبر التراب الوطني.