تتوقع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إنتاج 62 مليون قنطار لهذه السنة، وهو محصول لم يسجل منذ الاستقلال، كما أعلن وزير القطاع أن السنة الفلاحية القادمة سيتم التركيز فيها على التكوين بالدرجة الأولى ودعم أكثر لإنتاج الحبوب وعلف الحيوانات بالإضافة إلى البقوليات التي سيشرع في شرائها من عند الفلاحين بنفس أسعار السوق العالمية. من جهة أخرى حث الوزير مدراء الفلاحة على تحسيس الفلاحين بضرورة العودة إلى النظام التعاضدي بعد قرار الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي تحويل القروض البنكية إلى قروض تعاضدية لصالح الفلاحيين المتعاملين مع الصندوق وهي الصيغة التي تتم دراستها لتعميمها على كل المؤسسات المصرفية التي تتعامل مع القطاع الفلاحي. أبدى وزير الفلاحة والتنمية الريفية خلال إشرافه أمس على ندوة إطارات وزارته استحسانه للنتائج الأولية المسجلة خلال عملية تقييم عقود النجاعة التي تمس 30 منتوجا فلاحيا بالنسبة للسداسي الأول من السنة الجارية حيث سجل خلال هذه الفترة إنتاج 4,9 مليون طن من الزيتون ومقارنة بما كان منتظرا فقد بلغت نسبة الإنتاج 39 بالمائة، أما إنتاج القمح وبعد حصاد 62 بالمائة من المساحات المزروعة فقد بلغ الإنتاج 25 مليون قنطار على أساس معدل إنتاج بلغ 17 قنطار في الهكتار الواحد، لتحتل الولايات الجنوبية الريادة هذه السنة بمحاصيل فاقت كل التوقعات، فبولاية بسكرة مثلا سجل إنتاج 2 مليون قنطار و1,2 مليون بولاية المسيلة، ومنه تشير الأرقام إلى تسجيل 12 ولاية لزيادة في الإنتاج مقارنة مع ما تم تحديده عبر عقود النجاعة، أما الشعير فقد بلغت كمية الإنتاج 15,5 مليون قنطار وهو ما أرجعه المسؤول الأول عن القطاع إلى الإجراءات التشجيعية التي أقرتها الوزارة انطلاقا من الدعم المالي عبر قرض "الرفيق" إلى توفير آلات الحصاد وشراء المنتوج من طرف الديوان الوطني للحبوب بنفس أسعار الأسواق العالمية والتي بلغت 4500 دج للقنطار الواحد، وهي الإجراءات التي ستتوسع مستقبلا حسب الوزير لتمس باقي المنتجات على غرار البقوليات. إنتاج الحليب الطازج هو الآخر شهد قفزة في الإنتاج والجمع هذه السنة بعد أن ارتفعت نسبة الإنتاج بنسبة 71 بالمائة عما كان منتظرا ب1,8 مليون لتر، عملية جمع الحليب واستغلاله من طرف الملبنات هي الأخرى شهدت انتعاشا على حد تعبير ممثل الديوان الوطني للحليب الذي توقع انخفاض كمية بودرة الحليب المستوردة للسنة الجارية ب41 ألف طن مع عزوف أصحاب الملبنات على استعمال البودرة في الإنتاج بنسبة 18 بالمائة علما أن الديوان الوطني يتعامل حاليا مع 16300 مربي أبقار حلوب و504 ملبنات، وأرجع المتحدث أسباب الانتعاش إلى عمليات تهيئة الإسطبلات واستيراد 500 بقرة حلوب. وبخصوص إنتاج البطاطا فقد سجل خلال السداسي الأول من السنة الجارية إنتاج 73 بالمائة من التوقعات ب17 مليون قنطار حيث احتلت ولاية عين الدفلى ترتيب الولايات الأكثر إنتاجا ب4 ملايين طن تليها وادى سوف ب3 ملايين فمستغانم 2 مليون وسكيكيدة 808 ألف طن، من جهته سجل إنتاج اللحوم الحمراء والبيضاء ارتفاعا عما كان متوقعا حيث بلغ إنتاج اللحوم الحمراء 2,4 مليون طن بنسبة ارتفاع عن التوقعات ب71 بالمائة، أما اللحوم البيضاء فقد بلغ إنتاجها 1,4 مليون طن مع تسجيل إنتاج 2,8 مليون وحدة بيض. لكن بالمقابل عرف إنتاج التمور هذه السنة انخفاضا بنسبة 1 بالمائة بعد تسجيل جني 6 ملايين طن وهي نسبة ضعيفة مقارنة بما كان متوقعا عبر عقود النجاعة حيث لم توف ولايات كل من بشار، وادي سوف وغرداية بالوعود المقدمة في مجال الإنتاج وهو ما دفع بوزير القطاع إلى مطالبة مدراء الفلاحة بالولايات المتخلفة بدراسة الوضع وتحديد العقبات لتداركها السنوات القادمة، وهي نفس الملاحظة المقدمة بالنسبة لإنتاج الحمضيات الذي يبقى ضعيفا مقارنة بالتطلعات حيث انخفضت نسبة الإنتاج ب9 بالمائة بعد تسجيل جني 7,2 ملايين طن. وزير القطاع الذي استغل فرصة اللقاء وجه عدة توصيات للمدراء للسهر على إنجاح مختلف مخططات الوزارة مشيرا إلى أن سنة 2010 ستشهد هي الأخرى صدور عدة إجراءات جديدة تخص التكوين بالدرجة الأولى، حيث سيتم إعادة بعث نشاط كل المعاهد التابعة للقطاع وحث الفلاحين والمربين على المشاركة في تربصات تدريبية للتحكم أكثر في تقنيات الإنتاج، في حين أشار ممثل الحكومة إلى استفادة الديوان الوطني للحبوب من غلاف مالي قدره 9 ملايير دج لاقتناء تجهيزات حديثة في مجال الحصاد ستوضع في خدمة الفلاحين لموسم الحصاد والدرس لسنة 2010، بالمقابل سيتم إنشاء مركبات لإنتاج وتخزين العلف حيث ستقوم الوزارة بمرافقة المربين وتطوير مناطق الرعي. كما دعا الوزير مدراء الفلاحة إلى مسايرة الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي الذي قرر تغيير صيغة القروض البنكية إلى قروض تعاضدية يساهم فيها الفلاح من خلال الاقتطاعات السنوية له، من جهة أخرى سيتم تكريم مجموعة من المهنيين في القطاع قبل نهاية السنة الجارية من خلال تخصيص جوائز تشجيعية لأحسن سائق حصادة، أحسن فلاح وأحسن مسير لغرف التبريد...