دعت الاتحادية الوطنية للخبازين إلى ضرورة التعجيل في صياغة قانون أو تشريع خاص يعمل على تعويض الخبازين المتضريين من الخسائر التي يتكبدونها جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والتي تنعكس سلبا على المواد الأولية في صناعة الخبز لاسيما العجين. وأوضح رئيس الاتحادية السيد يوسف قلفاط في لقاء مع ''المساء'' أن هذه المشاكل التي أرهقت كاهل أصحاب مهنة الخبز وكبدتهم خسائر مادية معتبرة أضحت من بين الأولويات التي يتعين على الجهات المسؤولة الاسراع إلى النظر فيها لإيجاد حلول ناجعة تنهي المعاناة المستمرة لمحترفي مهنة الخبز. وقال في هذا الإطار: ''يتعين على الحكومة التفكير في صياغة نص قانوني يكرس التأمين اللازم للخبازين من ناحية الأضرار الناجمة عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء، الى جانب ادراج مادة العجين المستخدم في صناعة الخبز في هذا النص باعتباره أولى المواد المعرضة للتلف فور انقطاع الكهرباء أو حدوث اختلالات في التوزيع''. وأضاف أنه في حالة حدوث انقطاعات متكررة للتيار يستحيل استغلال العجين المحضر لصناعة الخبز ما يدفع الخبازين الى رميه والتخلص منه، مع التوقف عن النشاط الى غاية عودة التيار. معتبرا هذا الوضع أجبر العديد من ممتهني صناعة الخبز على غلق محلاتهم أو تغيير نشاطهم بعد الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بهم دون أن يجد هذا المشكل حلا إلى حد الساعة. وحمّل رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين مسؤولية استمرار هذا الوضع الى الشركة الوطنية للكهرباء والغاز ''سونلغاز''، معتبرا أنها المسؤول المباشر عن تعويض الخبازين في هذه الحالة، مذكّرا بالتزامات المدير العام للمجمع الذي أكد سابقا تحمل شركته لأية خسائر متوقعة يتكبدها الخبازون. وأوضح أن التأمين الجاري حاليا والمطبق مع مؤسسات التأمين يتوقف فقط على تأمين المحلات والتجهيزات المستخدمة في صناعة الخبز، دون ادراج الخسائر المسجلة في مادة العجين التي لم تجد لحد الآن من يتكفل بتعويضها لفائدة الخبازين. وقال رئيس الاتحادية في هذا الإطار ''إن استمرار هذا الوضع أدى الى توقف أزيد من 123 مخبزة عن النشاط من أصل 1172 اضطرت الى وقف نشاطها على مستوى العاصمة منذ شهر رمضان المنصرم، وهذا بسبب الاختلالات المسجلة في توزيع الكهرباء والانقطاعات المتكررة، بينما أحصت ولاية بومرداس 70 توقفا وتيبازة 34 توقفا مؤقتا عن النشاط''. وللتذكير، توصلت اتحادية الخبازين ومجمع سونلغاز الى اتفاق ثنائي خلال سنة 2010 يقضي بتعويض الخبازين جراء الأخطار والخسائر الناجمة عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء، ويشمل هذا الاتفاق إدخال شركة ''أليانس'' للتأمينات كشريك ثالث يضطلع بمباشرة إجراءات التعويض. وجاء هذا الاتفاق -الذي يقضي بتعويض الخبازين عن الأضرار والخسائر التي يتكبدها الخبازون لاسيما المسجلة على مستوى المعدات والتجهيزات دون أن تشمل التعويض عن مادة العجين التالف-بعد اللقاء الذي جمع رئيس اتحادية الخبازين السيد يوسف قلفاط والمدير العام لمجمع سونلغاز السيد نور الدين بوطرفة أواخر شهر جويلية من سنة,2010 لبحث الحلول الكفيلة للخسائر المسجلة في قطاع صناعة الخبز بسبب الانقطاعات الكهربائية. وأصبح هذا الإجراء ساري المفعول ابتداء من 8 أوت ,2010 حيث مكن أصحاب المخابز المتضررين من هذا المشكل من الاستفادة من التعويض بعد تقديم شكوى لدى مصالح سونلغاز، إلا أن العجين لم يدرج لحد الآن في إجراءات هذا التعويض الذي يأمل الخبازون إصدار نصوص جديدة تعمل على إشراكه في الاجراءات المعمول بها في هذا الإطار.