كثف الرئيس العراقي جلال الطالباني في المدة الأخيرة من اتصالاته مع مختلف الأطراف الفاعلة في الساحة العراقية في محاولة لاحتواء الأزمة السياسية في بلاده بعد أن استحال التوصل إلى أرضية توافقية بين دولة القانون التي يقودها الوزير الأول نوري المالكي والقائمة العراقية التي يقودها الوزير الأول الأسبق إياد علاوي. وكشف الرئيس العراقي أن مؤتمر الوفاق الوطني سيعقد قريبا من اجل إجلاس قادة كل التيارات إلى طاولة حوار واحدة من اجل بحث المعضلة السياسية العراقية والبحث عن آليات لوضع حد لهذه الأزمة التي تهدد بتفكك الوحدة العراقية على خلفية طائفية وعرقية. ويعمل رئيس البرلمان أسامة النجيفي من جهته على إيجاد أرضية توافقية بين مختلف الأطياف السياسية العراقية من اجل إيجاد تسوية لهذه الأزمة الأخطر التي يواجهها هذا البلد منذ سنوات ومباشرة بعد رحيل آخر جندي أمريكي منه نهاية العام الماضي. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس البرلمان أسامة النجيفي اتفقا نهاية الشهر الماضي على الدعوة لعقد مؤتمر وطني عام يضم جميع القوى العراقية لإيجاد حل للقضايا العالقة ونزع فتيل الازمة السياسة الراهنة وحل قضية الهاشمي عن طريق القضاء. ويواجه العراق منذ أسابيع اعقد أزمة سياسية بعد أن اتهم الوزير الأول العراقي نوري المالكي نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المنتمي إلى القائمة العراقية بالتورط في قضايا إرهابية وهو ما دفع بهذه الأخيرة إلى سحب نوابها من البرلمان ووزرائها من الحكومة متهما المالكي بانتهاج سياسة إقصاء طائفية. وأعلن الرئيس العراقي أن مؤتمر الوفاق سيعقد في العاصمة بغداد سيتم التمهيد له بلقاءات قمة مع القادة الكبار في الأطراف العراقية ثم تحديد يوم لاجتماع موسع للجميع يتم العمل خلاله على أساس عمل مبرمج. وتم لأجل ذلك تشكيل لجنة تحضيرية ضمت شخصيتين عن كل طيف سياسي أوكلت لهم مهمة وضع نقاط جدول أعمال المؤتمر. وقال طالباني ان رئيس الوزراء نوري المالكي أبدى تجاوبا منذ البداية مع فكرة عقد المؤتمر وأضاف أجريت اتصالات هاتفية يومية مع رئيس الوزراء ومع رئيس كتلة ''التحالف الوطني'' إبراهيم الجعفري وكذا مع عمار الحكيم الذي هو أصلا من اول المبادرين بالدعوة إلى هذه الفكرة وكان يسميها ''الدعوة الى المائدة المستديرة''. وعلى صعيد امني قتل ستة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال وعقيد في الجيش العراقي في تفجيرات متفرقة شهدها أحياء شمال العاصمة العراقية بغداد.