هدفنا تعميم الجيدو لدى المعاقين ومتفائلون بالتألق في أولمبياد لندن يؤكد ويدير محند أولحاج مدرب المنتخب الوطني للجيدو معاقين، أن إعداد خلف جيد يمر حتما عبر تعميم هذه الرياضة في الجزائر، مبرزا الأهمية التي توليها الاتحادية الجزائرية لذوي الاحتياجات الخاصة، لتحضير مصارعينا الدوليين من اجل احراز ألقاب في اولمبياد لندن الصائفة القادمة. - في المستهل، ما هو رأيك في مستوى هذه الدورة الوطنية الأولى المنظمة هنا بوهران؟ * لا يمكن الحكم بشكل قطعي على المستوى الفني،لأن الأمر يتعلق بالدورة الوطنية الأولى التي عرفت كما شاهدتم غياب العديد من الفرق والمصارعين لأسباب مالية بالدرجة الأولى، لكن بالنسبة لنا، فقد كانت فرصة لمتابعة وانتقاء بعض المواهب الشابة لتحضير خلف جيد. - ذلك شيء حسن ولكن ماذا عن السلف؟ * إذا كنت تقصد المصارعين الدوليين، فقد تغيب ثلاثة منهم لالتزامهم بالبطولة الوطنية للجيدو للأصحاء، مادام أن القانون يسمح لهم بالمشاركة، لأنهم من فئة ضعاف البصر، أما البقية فحضروا ومنهم المصارعة بوعزوق زبيدة، التي فازت دون منافسة بسبب قلة المصارعات في الأوزان الثقيلة. - وهل ترى أن مثل هذه الدورات وبهذا الضعف الكمي والنوعي، تحضير جيد لهؤلاء المصارعين الدوليين؟ * أولا، من حضر كان عليه الحضور، لأنه يمثل ناديه الذي ينشط تحت لواءه، وكما قلت سابقا، فإن هذه الدورات مهمة، من حيث أنها تسمح لنا باكتشاف مواهب جيدة، لكن هدفنا أعمق وأكبر... - هلا حددته ووضحته لنا ولقراء جريدتنا الكرام؟ * تعميم رياضة الجيدو لدى ذوي الاحتياجات الخاصة عبر كافة التراب الوطني الذي يحوي 22 مركزا للتكوين خاصة بالمعاقين بصريا، والعمل بجد على استحداث جمعيات وأندية جديدة، علما وأن رياضة الجيدو معاقين، تمارس حاليا بأربعة مراكز تكوين في كل من مدن سطيف، برج منايل، الجزائر العاصمة (العاشور) وبومرداس . وسيرفق هذا العمل بتنظيم دورتين وطنيتين خاصتين بالمواهب الشابة في كل من بلدية العاشور شهر فيفري القادم وبمدينة سطيف نهاية شهر ماي المقبل، وكل هذا الجهد هو من أجل الاستمرار في تثبيت وتأكيد علو كعب المصارع المعاق الجزائري دوليا، والذي يعود إلى سنوات بعيدة، ويكفي ذكر مشاركة المصارع الوهراني بلعوني الهواري في دورة الألعاب الأولمبية بأطلنطا سنة 1996 لنؤكد على ذلك، حيث تحصل فيها على الرتبة السابعة، وكانت بمثابة فاتحة لمشاركات أخرى أكثر إيجابية، الأخيرة، وليست آخرها، ما حققه مصارعونا في أولمبياد بكين سنة ,2008 حيث نالوا ميداليتين ذهبيتين عن طريق المصارع العمري سيد علي في وزن أقل من 66 كلغ، ونورة مولود في وزن أقل من 60 كلغ، وثالثة برونزية بواسطة المصارعة بوعزوق زبيدة، مع التذكير أن بدايات رياضيينا المعاقين مع رياضة الجيدو تعود إلى سنة .1993 - إذن هناك ألقاب يجب الدفاع عنها، فماذا أعددتم لهؤلاء المصارعين حتى يكونوا في مستوى هذه المسؤولية في أولمبياد لندن 2012؟ * كما قلت، نحن مجبرون على الدفاع عن ألقابنا والصعود فوق المنصة، وإذا تحقق ذلك فسيعد إنجازا كبيرا بالنظر إلى التطور الكبير التي تشهده رياضة الجيدو للمعاقين عالميا، لكن دعني أقول أنه حتى وإن حددنا من سيمثلنا في الأولمبياد القادم، فإن مصارعينا مجبرون على المرور على عدد من المحطات الدولية لتحصيل نقاط ثمينة وضرورية لتأهيلهم للموعد الأولمبي، وقد حصل ذلك مثلا في البطولة العالمية التي جرت بتركيا سنة 2010 والألعاب العالمية التي جرت بتركيا كذلك في السنة الموالية (2011)، وفيها نالت المصارعة الواعدة غانم حفيظة الميدالية الذهبية في وزن أقل من 70 كلغ، علما أن سنها لا يتعدى 18 ربيعا. أما بالنسبة لتحضير من سيمثلنا في الألعاب الأولمبية بلندن الصائفة القادمة، فتنتظرهم عديد الدورات الدولية منها: دورة فنلندا في ال20 من شهر جانفي الجاري، دورة ألمانيا يوم 22 فيفري القادم، دورة فرنسا شهرأفريل القادم، بالإضافة إلى تربص تحضيري ببولونيا لمدة 15 يوما شهر جوان القادم، كما سطرنا 10 تربصات هنا داخل الوطن بمعدل تربصين كل شهر. - رغم ذلك، هل حددتم من ستناط بهم مأمورية تشريف الألوان الوطنية في الموعد الأولمبي القادم؟ * لحد الآن، لنا قائمة بستة مصارعين ومصارعات، سنختار منهم في وقت لاحق من سيمثلنا في أولمبياد لندن وهم : غانم حفيظة (أقل من 70 كلغ )، بوعزوق زبيدة (70 كلغ)، نورة مولود ( 60 كلغ)، العمري سيد علي (66 كلغ)، عبد الهادي نصر الدين (أقل من 90 كلغ) وحركات حمزة (أكثر من100كلغ ). - وهل أنت متفائل بتكرار نفس إنجاز أولمبياد بكين 2008؟ * لنا إمكانيات نؤمن بها ومصارعون نثق فيهم كثيرا ليرفعوا الراية الوطنية عاليا وتشريف الجزائر أحسن تشريف، وإرادتنا كبيرة لتحقيق ذلك. - هل من كلمة أخيرة؟ * ما أتمناه، هو أن تتحد السواعد والجهود لرفع مستوى رياضة الجيدو للمعاقين في الجزائر، وقد حز في نفسي كثيرا ما آلت إليه هذه الرياضة في مدينة وهران المعروفة بتقاليدها فيها، ويكفي ذكر أن أول مصارع يشارك في الألعاب الأولمبية، هو الوهراني بلعوني الهواري، فيجب على المسؤولين تدعيم مدرسة المكفوفين الموجودة بمدينة وهران بفرع الجيدو، وأرجو أن يتحقق ذلك في وقت قريب إن شاء الله.