في هذا الحوار يتحدث مدير الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب لولاية برج بوعريريج، السيد بن ضيف عبد القادر ل ''المساء''، عن التحدي الذي رفعته وكالته من أجل تموين مشاريع الشباب، حيث تمكنت العام الماضي من تمويل أزيد من 720 مشروع شباني بمبلغ 70 مليار سنتيم، مما ساهم في توفير أكثر من 1730 منصب شغل. - بداية، هل لنا أن نعرف كم عدد الملفات التي استقبلتها وكالتكم خلال السنة المنصرمة، وما هي أغلب النشاطات التي اختارها الشباب؟ * استقبلنا خلال السنة المنصرمة ما يقارب 9000 ملف من بينها 6275 ملف تم إيداعها في شهري مارس وفيفري,2011 مباشرة بعد التدابير الجديدة التي أعلنتها الحكومة إثر أحداث جانفي، بموجب المرسوم التنفيذي رقم 11103 الصادر في مارس 2011 والذي أقر حزمة من التحفيزات الهامة، من أهمها تخفيض نسبة المساهمة الشخصية للشاب المستثمر من 05 و10? إلى 1 و2? فقط والتدابير الجديدة كقرض كراء محل دون فائدة بمبلغ 500 ألف دينار وقرض دون فائدة الموجه لخريجي الجامعات لإنشاء مكاتب جماعية والمقدرة قيمته بمليون دينار، بالإضافة الى قرض 500 ألف دينار بدون فائدة كذلك والموجه لخريجي معاهد ومراكز التكوين المهني لاقتناء عربة ورشة لممارسة نشاط تخصصات مهنية محددة، وأشير إلى أن جل هذه الملفات اختار فيها الشباب نشاطات تتعلق سواء بالنقل أو وكالات كراء السيارات، وهو ما شكل تحديا كبيرا أمام موظفي ورؤساء المصالح بالوكالة من أجل إقناع المعنيين بتغيير نشاطهم، خاصة في ظل التجميد الذي لا يزال ساري المفعول في هذين النشاطين. - وكيف استطعتم إقناع هؤلاء الشباب؟ * في هذا الإطار انتهجت الوكالة سياسة توجيهية جديدة، تهدف إلى تحفيز الشباب أصحاب الملفات على تغيير نشاطهم واختيار مشاريع تتميز بالديمومة والمردودية، وحث الشباب على الاستثمار في نشاطات النقل الأخرى التي لا تعرف تشبعا على غرار الإسعاف والنقل في المناطق الخاصة التي تعرف عزلة، كما أننا اغتنمنا فرصة الأيام التحسيسية المنظمة من طرف مديرية التكوين المهني لتنظيم حملة تحسيسية بمختلف المراكز والمعاهد بالتنسيق مع مختلف أجهزة التشغيل، بغرض تشجيع الخريجين منها للتوجه إلى الاستثمار والاستفادة من الامتيازات المالية والجبائية الممنوحة من طرف الجهاز وتحسيسهم بالتدابير الجديدة المتخذة لفائدتهم، خاصة ما يتعلق بقرض اقتناء عربة ورشة، وقد لقيت تلك الحملات استجابة واسعة من طلبة المعاهد والمراكز، بالإضافة إلى أننا تقدمنا باقتراح إلى مديرية التكوين المهني بهدف إدراج خدمات وامتيازات جهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب كمادة تكوينية، وكذا إجراء تربصات مهنية تخص تقنيات وآليات الجهاز، الهدف منها تشجيع خريجي المراكز والمعاهد بالاندماج السريع في عالم الشغل، أي مباشرة بعد التخرج. ومن جهة أخرى، نظمت الوكالة دورة تكوينية بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية لولاية برج بوعريريج، استفاد منها الشباب الذين اختاروا الاستثمار في الميدان الفلاحي، على غرار تربية الأبقار والدواجن، على أن تسلم للمشاركين في الدورة التكوينية شهادات في النشاط المرغوب. - وكم من مشروع تم تمويله خلال السنة الماضية؟ * من خلال هذا التحدي استطعنا أن نمول خلال السنة المنصرمة ما مجموعه 722 مشروع، وهو عدد كبير ومرتفع جدا مقارنة بالمشاريع التي تم تمويلها خلال سنة 2010 والتي وصلت 405 مشروع، وأؤكد أن مشاريع 2011 ساهمت في استحداث ما يزيد عن 1733 منصب شغل، وقدرت المساهمة المالية للوكالة لوحدها ب 70 مليار سنتيم، وهو المبلغ الذي ارتفع بعد التدابير الجديدة التي اتخذتها الحكومة والتي قلصت من مساهمة المستفيد، ويأتي قطاع النقل بنوعيه في مقدمة المشاريع الممولة، حيث تم تسجيل 433 مشروع من بينها نشاطات كالنقل العمومي ونقل المواد البترولية، فيما تم تمويل 289 مشروع في نشاطات أخرى على غرار الفلاحة، الخدمات والبناء. - ما هي الظروف التي يشتغل فيها موظفو الوكالة؟ * بعد تعرض مقر الوكالة السابق للتخريب في جانفي ,2011 تنقل الطاقم للعمل إلى مقر لا يستجيب لأدنى معايير العمل الإداري، خاصة إذا ما تعلق الأمر بهيئة عمومية تستقبل آلاف الشباب يوميا، وبالرغم من مرور سنة كاملة على هذه العملية إلا أن موظفي الوكالة بقوا يعملون ويرفعون التحدي بمقر ضيق يتواجد وسط سوق يومي للخضر والفواكه، وهو الأمر الذي يضعه في حالة فوضى دائمة، ويحتم على العاملين فيه تحمل ظروف استثنائية في الدخول والخروج من المقر، وأشير إلى أن إدارة الوكالة وأمام الضغط اليومي والرهيب وممارسات بعض الشباب استعانت بعناصر من الأمن الوطني المتواجدين بصفة دائمة بمقر الوكالة لحماية الموظفين من الاعتداءات اللفظية وحتى الجسدية في بعض الأحيان والتي زاد ضيق المقر وافتقاره لأدنى شروط الحماية من حدتها. - ما هو جديد هذه السنة وما هي أهدافكم المستقبلية؟ * بالرغم من الظروف التي نشتغل فيها إلا أننا نولي اهتماما كبيرا لجانبي التكوين والمتابعة لمشاريع الشباب ومرافقتهم، من أجل إحداث ديناميكية تتميز بالديمومة، مع التركيز كذلك على ضمان فرص التكوين لكل شاب صاحب مؤسسة مصغرة قبل تمويل مشروعه، والغرض من ذلك تكوين هذا الأخير في مجال التسيير الحسن والإدارة الناجحة لمشروعه والاستفادة من المعارف والخبرات في المحاسبة والجباية العامة التي لها علاقة مباشرة بنجاح المشروع، كما تولي وكالتنا اهتماما كبيرا وخاصا لتحسين علاقتها بالشباب والمحيط الخارجي، من خلال حسن التواصل والإصغاء والقضاء على الظواهر السلبية التي تسجل من حين لآخر في مجال علاقة المواطن بالإدارة، وفي هذا الشأن عمدت وكالتنا إلى إدخال مهام جديدة والمتعلقة بالإصغاء الاجتماعي والإعلام والاتصال، وهي خلية تعمل على التعريف أكثر بمهام الوكالة، وبعد حصولنا على مقر جديد سنعمل من أجل تحقيق أهدافنا والمتمثلة في جلب عدد كبير من الشباب وتمويلهم بمشاريع دائمة.