عادت مظاهر الحياة إلى ولاية الطارف التي تعرضت يومي 22 و23 فيفري الماضي إلى فيضانات جارفة أدت إلى خسائر هامة مست كل القطاعات في الولاية بلغت حسب تقديرات أولية لتقرير أعدته الولاية حوالي 2 مليار دينار، وودعت الولاية محنة أسبوع مثلج وموجة برد عنيفة ألحقت الأضرار الجسام بالسكان وعزلت القرى والمداشر. ويحاول سكان ولاية الطارف نسيان الكارثة الطبيعية التي ضربت ولايتهم والتوجه من جديد نحو الحياة لقضاء شؤونهم، بعدما اجتاحت سيول الفيضانات تراب الولاية وحولت المساحات إلى جزيرة عائمة فاق منسوب المياه بها سطوح منازل السكان. لكن ما ميّز المحنة التي عرفتها الولاية تلك الإرادة القوية التي قدمت يد العون لها وبينت أسمى آيات التضامن التي تجلت بعفوية، حيث لم يتوان السكان في تحدي السيول الهائجة لتقديم يد العون لأشخاص عالقين يرجون النجاة وقد بدأ اليأس يصيب وجدانهم، كما كان رجال الحماية المدنية في الموعد وسخّروا جميع وسائلهم لإجلاء عائلات محاصرة بأكملها بمياه الفيضانات، وإنقاذ، سائقين عالقين، من موت محقق إلى جانب عناصر الدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي التي سخرت هي الأخرى وسائل ضخمة على غرار الطائرات المروحية لخدمة المواطنين، حيث شاركت في عمليات الإجلاء والإنقاذ تحت كنف السلطات المحلية. لكن الولاية استيقظت على خسائر مادية وبشرية كبيرة، حيث قدرت الخسائر الناجمة عن الفيضانات التي شهدتها الولاية ب 886,1 مليار دج في تقديرات أولية لتقرير أعدته الولاية في هذا الخصوص. ويعد قطاع الفلاحة الأكثر تضررا، حيث سجل تضرر أكثر من 24 ألف هكتار، فضلا عن تلف كامل ل 4 آلاف هكتار من المساحات المخصصة للحبوب و750 هكتارا للخضروات و950 هكتارا للأشجار المثمرة والكروم و40 ألف متر مربع من البيوت البلاستيكية من مختلف الشعب و3 ملايين نبتة من الطماطم الصناعية و20 ألف حزمة من الكلأ و100 هكتار من الأعلاف و80 هكتار من البقول الجافة. أما بالنسبة للمواشي، فقد عرفت هي الأخرى خسائر معتبرة، حيث سجل تفوق 147 رأسا من الأبقار و567 من الأغنام و85 من الماعز و100 ألف وحدة من الدواجن، فضلا عن تلف 470,2 خلية نحل مملوءة. وفي ما يخص قطاع الري فقد ارتفعت الخسائر إلى 467,5 مليون دج إلى جانب تلف معدات كهربائية وهيدرو ميكانيكية ومحطات وآبار ومحطات تصفية موجه للتطهير. كما تعرض قطاع الغابات لخسائر معتبرة تمثلت في تلف 210 كلم من المسالك الغابية و22 ألف متر مكعب من تصحيح المجاري المائية و7 آلاف متر مكعب من دعائم السدود والمجاري المائية و23 نقطة ماء و7 دور غابية وغيرها، حيث قدرت الخسائر في مجملها ب 404 مليون دج. ويضاف إلى هذا الرقم 354 مليون دج من الخسائر التي تعرضت لها 47 مؤسسة مدرسية من مختلف الأطوار، حيث لم يتمكن التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم واستئناف الدراسة من جديد، إلى غاية يوم الأربعاء الفارط، أي بعد أسبوع من تلك الكارثة. وبدوره عرف قطاع الشباب والرياضة خسائر معتبرة جراء هذه الفيضانات، خاصة على مستوى منشآت الترفيه والشباب والإيواء قدرت ب 87 مليون دج. أما بالنسبة للخسائر في الأوراح، فإن التقلبات الجوية التي ضربت ولاية الطارف تسببت في هلاك ثلاثة أشخاص أدت أيضا إلى القضاء على سكنات هشة يقطن بها عديد سكان هذه الولاية حيث أحصى حاليا ما لا يقل عن 250,6 عائلة تستدعي حالاتها إعادة إسكان. وأشار التقرير إلى ضرورة التعجيل باستفادة هذه الولاية من وسائل خاصة على غرار عتاد من أجل تطهير وتصفية الوديان وعتاد ضخ ملائم بعدد كاف ومنح الأولوية لتسجيل مشاريع سدود كل من بوخروفة وبولطان وبوناموسة 2 لاحتواء هذه الظاهرة المخربة وتسريع وتيرة أشغال تهيئة سهول الطارف التي تعرف ''تأخرا كبيرا''. وبالنسبة لقطاعي الأشغال العمومية والطاقة، يشير التقرير إلى ضرورة تخصيص أكثر من 5,8 ملايير دج من بينها 5,2 ملايير دج لإعادة تأهيل شبكة الطرقات التي تعرضت لأضرار معتبرة تمثلت في تلف طرقات سطحية ومنشآت قاعدية وحواف ومنشآت فنية وممرات ومسالك إلى جانب انسداد قنوات ومنشآت للتطهير وانزلاق التربة وانهيارات.