أكدت الجزائر والنرويج إرادتهما على تعزيز التعاون الثنائي وتوسيعه إلى مختلف المجالات ليشمل الطاقات المتجددة والصيد الذي تملك بشأنه أوسلو تجربة كبيرة، في الوقت الذي يبقى فيه التعاون بين البلدين منحصرا بالخصوص في قطاع الطاقة، كما أشادت النرويج بالإصلاحات السياسية وحالة الاستقرار التي تعيشها البلاد مقارنة ببعض الدول العربية الأخرى. وفي ندوة صحافية مشتركة لوزير الخارجية السيد مراد مدلسي ونظيره النرويجي جوناس غار ستور عقدت اول امس بمقر الوزارة بعد التوقيع على مذكرة تفاهم تتعلق بالمشاورات السياسية، أكد السيد مدلسي ان هذا التوقيع جاء لإضفاء على هذه المشاورات ''طابعا منتظما وشبه آلي كما أن هذا التوقيع هو ثمرة تعاون هام في المجال السياسي وكذا الطاقوي''. كما اتفق الجانبان على تنويع تعاونهما الاقتصادي لاسيما في قطاعي المناجم والصيد البحري. كما أوضح السيد مدلسي أن البلدين ''قد قاما بدراسة واستكشاف طرق مكافحة الإرهاب في إطار تعاون عسكري يقوم أساسا على التكوين في مجالاته خاصة في البحرية العسكرية''، معتبرا أن هذا التعاون ''المميز'' مدعو لأن يتطور أكثر. أما على المستوى الدولي فأشار السيد مدلسي الى أنه تم تبادل وجهات النظر مع السيد غار ستور حول الوضع السائد في عدد من الدول التي تعيش حاليا أزمات جد خطيرة وبخاصة الوضع في سوريا، حيث تم الاتفاق على ضرورة وضع حد لهذا الوضع في أسرع وقت والتوصل الى حل سياسي بين السوريين، مضيفا أن المحادثات قد تمحورت ايضا حول الوضع في تونس وليبيا وتمت الاشارة الى ان الجزائر تقيم مع هذين البلدين علاقات ''أخوية'' تتميز ب''الثقة'' مع إرادة إعطاء التعاون الثنائي مضمونا ''أكثر نجاعة''. وبخصوص اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي أعرب السيد مدلسي عن رغبة الجزائر في أن يتم التوقيع على الاتفاق حول التفكيك الجمركي مع الاتحاد الأوروبي في أقرب وقت. من جانبه أشاد رئيس الدبلوماسية النرويجية بالاتفاق الموقع بين الطرفين والذي حقق ''تقدما معتبرا'' على المستوى السياسي والاقتصادي منذ فتح سفارات في كلا الدولتين على التوالي منذ خمس سنوات. وفيما يتعلق بقطاع الطاقة أبرز أن الجزائر والنرويج ممولان مهمان بالنسبة لعدد معتبر من الدول وأن قراراتهما في هذا المجال لها تأثيرعلى الاقتصاد العالمي. وفيما أشار الى ان اوسلو تساند الجهود التي تبذلها الجزائر في مجال اصلاح المؤسسات وتكريس الديمقراطية، اكد ان بلاده تشجع الجزائر على مواصلة هذا النهج وتسعى الى تكثيف الحوار السياسي وتعزيز اوجه التعاون الثنائي، وقال ان ''الجزائر حالة متميزة في الوطن العربي، ما جعلها تستثنى من ثورات الربيع العربي''، وان اوضاعها مستقرة وغير مرشحة لأن تعرف مصير بعض الدول العربية الاخرى، مشيرا الى ان بلاده التي درست وضعية الدول العربية حالة بحالة سجلت ان الجزائر اجتازت مرحلة حرجة في تاريخها وفي مكافحة الارهاب. وأكد في هذا الصدد أن ''الجزائر بلد مهم بالنسبة للنرويج، لذلك نسعى إلى تكثيف الحوار السياسي وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والتشاور في المسائل الدولية''. وكان رئيس مجلس الامة السيد عبد القادر بن صالح قد استقبل اول امس بمقر المجلس وزير الشؤون الخارجية النرويجي. وتمحور اللقاء حسب بيان للمجلس ''حول تطور الأوضاع في الجزائر وآفاق الإصلاحات السياسية على ضوء الشروع في تطبيق مجموعة القوانين التي صادق عليها البرلمان الجزائري'' مؤخرا. وكان هذا اللقاء -يضيف المصدر- فرصة ''لاستعراض تطور العلاقات بين الجزائر والنرويج وبحث سبل تدعيم الحوار السياسي بين البلدين'' لاسيما وانهما يعرفان ''تقاربا حول الكثير من القضايا''. كما تم استعراض العلاقات الإقتصادية بين البلدين وضرورة دفعها الى مستويات أفضل خاصة في مجالات الطاقة والغاز والطاقات المتجددة، اضافة الى عدد من القضايا السياسية الدولية والإقليمية. كما سمح اللقاء الذي جمع وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي اول امس مع وزير الشؤون الخارجية لمملكة النرويج السيد جوناس غار ستور إلى التطرق الى سبل تعزيز العلاقات الثنائية في قطاع الطاقة. وتمحورت المحادثات بين الطرفين حول ''تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مجالات الطاقة والمحروقات والطاقات المتجددة''. كما تبادل السيدان يوسفي وغار وجهات النظر حول المحروقات غير التقليدية وأسواق الغاز والبترول الدولية. وكان السيد غار ستور قد وصل الجزائر اول امس بالجزائر في زيارة عمل بدعوة من وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي.