حمل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز فرنسا مسؤولية فشل الجهود الرامية إلى إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية التي تبقى تشكل آخر مسألة تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وقال الرئيس عبد العزيز إن ''المسؤولية الكبرى والبارزة في عدم حل القضية تقع على عاتق فرنسا التي تعمل دوما على إفشال جميع الجهود وتقف إلى جانب المغرب في غزوه الوحشي وتمرده على الشرعية الدولية''. وأكد أن رد فعل الحكومة الفرنسية من المفاوضات الأخيرة التي جرت بمانهاست بين جبهة البوليزاريو والمغرب أظهر أن فرنسا ''ملكية أكثر من الملك بل أن مواقفها أحيانا أكثر تطرفا من مواقف المغرب ذاته''. وهو ما جعله يحملها ليس فقط مسؤولية استمرار النزاع الصحراوي وإنما أيضا قال إنها تعمل على ''تغذية التمرد على الشرعية الدولية ودعم المغرب في انتهاكه لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية'' إضافة إلى تحميلها مسؤولية ''إفشال'' قيام المغرب العربي. وأعرب الأمين العام لجبهة البوليزاريو عن استغرابه للتناقض ''بين ما يعرف عن فرنسا كمنبع للمواثيق المدافعة عن حقوق الإنسان ومواقفها من انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الشعب الصحراوي''. وإذا كان الموقف الفرنسي من النزاع الصحراوي واضح ولا لبس فيه فإن الرئيس الصحراوي أشار إلى ان الموقف الأمريكي بخصوص هذه القضية يتسم ''بعدم الوضوح في دعم جهود الأممالمتحدة لحل القضية وفي تطبيق قرارات الشرعية الدولية''. لكنه بالمقابل أكد أنه ''لا يصل إلى مستوى الموقف الفرنسي''. وعاد الرئيس عبد العزيز إلى الجولة التاسعة من المفاوضات غير المباشرة التي جرت مؤخرا بمانهاست الأمريكية والتي انتهت بالفشل. وارجع ذلك إلى ''تعنت الحكومة المغربية وتمردها على مقتضيات الشرعية الدولية ومقررات منظمة الأممالمتحدة''. مشيرا إلى انه لم يلاحظ أي تغيير في الموقف المغربي بعد مجيء الحكومة الجديدة بقيادة عبد الإله بنكيران ذي التوجه الإسلامي. وقاده ذلك إلى الإعراب عن آماله في ان تسهم الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء الغربية كريستوفر روس إلى المنطقة منتصف ماي القادم في تنشيط الجهود الأممية للتوصل إلى تجسيد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. كما أعرب عن آماله في أن تكون ''ضغطا حقيقيا وفعليا'' على المملكة المغربية كي تنصاع إلى قرارات الأممالمتحدة. من جهة أخرى سجل الرئيس الصحراوي ان قضية الصحراء الغربية تحظى بمزيد من الدعم والمساندة عبر العالم خاصة بعد أحداث مخيم ''اقديم ايزيك'' التي كشفت للعالم فضاعة الاحتلال المغربي وسعيه لكتم الأصوات الصحراوية المطالبة بالحرية عن طريق القمع والقوة. وقال إن القضية الصحراوية أضحت ''متواجدة باستمرار'' على مستوى الأممالمتحدة عبر نقاشات مجلس الأمن الدولي وتقارير الأمين العام للأمم المتحدة وفي اهتمام مبعوثه الشخصي وكذا على مستوى منظمات هذه الهيئة ومنظمات حقوق الإنسان بصفة عامة. وأضاف ان المطالبة بوقف نهب الثروات الصحراوية أصبحت ''جلية'' بعد تلك الأحدث والتي توجت بصدور قرار البرلمان الأوروبي بعدم تجديد اتفاقيات الصيد البحري مع المغرب في المياه الإقليمية الصحراوية. وفي سياق متصل لفت الأمين العام لجبهة البوليزاريو إلى أن الجمهورية الصحراوية معترف بها من قبل 80 دولة وتقيم علاقات مع العديد من البلدان وهي عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي. وفي الأخير أعرب الرئيس عبد العزيز عن أمله في ان تسهم الأوضاع الجديدة والانفتاح الحاصل في مد جسور الاتصال بين النخب والطلائع السياسية والإعلامية في المغرب العربي مع الصحراويين ''من أجل الاطلاع على الحقيقة كما هي وليس بالكيفية التي تتبناها المملكة المغربية''.