أكّد السيد علي شاوش توفيق، رئيس جمعية ''حضارة العين'' المنظّمة للحولية الثانية للصالون المتوسطي للفن المعاصر بوهران، والذي اختتمت فعالياته مؤخّرا، بأنّ الغرض من تأسيس هذه التظاهرة الفنية الدولية قد تحقّق بما ترجمه من ثراء فني، صنعه الحضور المميّز للفنانين التشكيليين من داخل وخارج الوطن، وكذا الأعمال الفنية المشاركة التي تجاوز عددها 200 عمل، تنوّعت بين ثقافات ومدارس فنية قديمة وعصرية، عكست فسيفساء جلبت إليها خلال الأيام الثلاثة، مئات الزوّار، كما قدّمت للفنانين الشباب، لاسيما خريجي مدرسة الفنون الجميلة، فرصة الاستكشاف المجاني عن قرب للأبعاد التي بلغها الفن التشكيلي المعاصر. وبخصوص الأعمال المعروضة، قال محافظ الصالون المتوسطي الثاني؛ إنّها احتوت بنسبة 90 بالمائة على إبداعات الفنانين الشباب، حيث سمحت المناسبة للشباب بالتعبير الفني وبالطرق التي اختارها هؤلاء، لأنّ الفن أصبح رسالة عالمية، والفنان صار يعبّر ليس عن واقع مجتمعه فحسب، بل يترجم هموما عالمية وإنسانية، قياسا بما بات يجتاح العالم من حروب وأزمات إنسانية، كما أنّ الفنان الشاب استطاع أن يعبّر عن تلك العلاقة المقتضبة التي تربط المجتمع بالإدارة، وستوكل مهمة تحضير الدورة القادمة من الحولية لصالون الفن المعاصر، لستة طلبة من مدرستي الفنون الجميلة بمستغانم ووهران، لإعطاء فرصة للجيل الجديد لخوض غمار التنظيم والإبداع. وبالنسبة لجديد البينالية هذه السنة في دورتها الثانية، فيتمثّل في استضافة ثلاث جمعيات، وبالتالي ثلاث إقامات فنية، منها لفنان جاء من العاصمة البرازيلية ساو بولو، كما تهتم هذه الإقامات بالطابع الرسمي للتعابير الفنية داخل التجمّعات، واستضافت الجمعية الفنانة التشكيلية القسنطينية صامتة بن يحي من المدرسة العليا للفنون الجميلة، وتعدّ واحدة من الفنانات الجزائريات اللواتي أبدعن في الفن التشكيلي المعاصر وفي ميدان التركيب الفني، باستخدام رموز تراثية، خصوصا النجمة الثمانية. وتحاكي هذه الفنانة -حسب علي شاوش توفيق- اللباس التقليدي والأمكنة التراثية المعمارية، وتقرّب الشباب الدارس في مدارس الفنون الجميلة، مما تنجزه من أعمال، من خلال إشراكهم في إنجاز الأعمال تحت إشرافها في عمل ميداني، يشكّل بالنسبة لهم فرصة لاكتساب مقاربة مع ما تعلّموه نظريا. كما تمّ إشراك الأطفال المصابين بداء السرطان بإحدى الورشات الفنية للصالون، حيث خصّصت الجمعية عائدات بيع اللوحات الفنية المنجزة لفائدة هؤلاء الأطفال الذين تمّ إشراكهم في الورشات، أشرف عليها الفنان التشكيلي الفرنسي فلاي، وأدخل بذلك الابتسامة على وجوههم، وخصّص لرسوماتهم حيزا من العرض في هذه البينالية. الإقامة أو الورشة الثالثة، أسندت لنحّات من ولاية باتنة، حيث تمت استضافته بثانوية ''الإمام الهواري'' بحي الحمري الشعبي بوهران، وتمكّن من استغلال موهبته في الهدف التربوي السامي الذي كانت ثمرته قيام مجموعة من طلبة الثانوية بإنجاز عمل فني يعبّر عن ضرورة الحفاظ على البيئة، وجمع هؤلاء الطلبة حوالي 3800 سدادة، تحت تأطير وإشراف الفنانة منور فوزية. وعن التنظيم، قال السيد علي شاوش توفيق؛ ''قياسا بالإمكانيات المحدودة للجمعية، يعتبر التنظيم تحديا في حدّ ذاته، في ظلّ غياب وكالات متخصّصة في الإشراف على هذا النوع من الصالونات، وهو ما دفعنا، كجمعية، إلى استغلال إمكانياتنا.. والنجاح كان بفضل لجوئنا لمواقع التواصل الاجتماعي التي لاقت استجابة كبيرة وعرّفت بالصالون''. في إجابته عن مقارنة بين الدورة الأولى وهذه الدورة من البينالية، قال محافظ الصالون بأنّ الدورة الأولى كانت محتشمة، أمّا الدورة الحالية فلقيت صدى كبيرا بفضل الإعلام الالكتروني الذي روّج للحدث، والدليل وجود فنانين سبقت لهم المشاركة في صالونات عالمية ذات طراز عالي.