يعرض أكثر من 200 عمل ابداعي في الحولية المتوسطية الثانية للفن المعاصر التي انطلقت فعالياتها يوم الخميس بوهران بمشاركة 40 فنانا من الوطن ومن مختلف بلدان البحر الأبيض المتوسط. ويضم هذا المعرض الذي يحتضنه فضاء "الميديتيك" طيلة ثلاثة أيام مجموعة من إبداعات الإعلام المتعدد الوسائط والمنحوتات واللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية والتركيبات الفنية يغلب عليها الطابع الرمزي والتأثيري. وتعرض هذه الأعمال الفنية التي أنجزتها كوكبة من الفنانين من الجزائر وتونس وفرنسا واليونان واسبانيا وفلسطين وسوريا وايطاليا وألمانيا بطريقة حديثة يغلب عليها التصميم السينوغرافي المتعارف عليه في المسرح مما جعلها تستقطب اهتمام الزائر الشغوف بهذا النوع من الفنون حسب ما أوضحه أحد الرسامين مراد بلمكي. وتعد هذه التظاهرة فرصة لتقديم أشكال من الفن المعاصر يغلب عليها اللونان الأزرق والبني مستمدة مواضيعها من مجتمع منطقة الحوض الأبيض المتوسط ومن ثرائها الفني والحضارات المتعاقبة عليها يقول أحد المتتبعين للفن المعاصر. كما استطاع الفنانون في هذه الطبعة عرض تجاربهم الجديدة في مجال الفن المعاصر كاستعمال الخامات الحديثة على غرار تقنية "لالاك" المعروفة بالصين والذي يحاول الفنان شريف أحمد شاوش إدخالها إلى الجزائر .وكذا تجربة المصور حميد أوراغ في استعمال الماء في اللوحات الفنية كتعبير جمالي. وقد احتلت التركيبات الفنية التي انجزت من قبل فنانين جزائريين حيزا كبيرا في هذا الموعد الفني حيث عرضت مجموعة منها باستخدام المواد المسترجعة وأخرى أكثر استعمالا في الحياة اليومية للفرد والتي تفتح الباب لقراءات عدة يقول الفنان المختص في هذا النوع من الفنون جفال عدلان. وأهم ما يميز هذه الحولية حضور القوي للشباب المبدع في مجال الفن المعاصر وكذا النوادي الفنية التي تساهم في تكوين الشباب وتسمح لهم بانجاز أعمال تعرض في الحولية القادمة حسب محافظ هذه التظاهرة شاوش علي توفيق. كما برمجت -ضمن هذه الطبعة المنظمة من قبل جمعية الفنون التشكيلية "حضارة العين" وبلدية وهران وتحت رعاية الولاية -موائد مستديرة ومحاضرات تتناول جملة من المواضيع منها "سوق الفن بالجزائر" و"الفن المعاصر" فضلا عن إحياء سهرات فنية.