أعلن وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أن التعاون بين الجزائر والمغرب لا يقوم على مقاربة قطاعية بل على تطبيق رؤية بدأت تتضح معالمها وهي رؤية تدعمها إرادة سياسية في المضي قدما مع مراعاة البعدين الإنساني والاستراتيجي. وفي تصريح للصحافة عقب لقائه مع وزير التربية المغربي السيد محمد الوفا أوضح السيد مدلسي أن البلدين مطالبان بالعمل على جعل هذه العلاقات تسمح للجميع بتحقيق وبسرعة أكبر تطلعات الشعبين الجزائري والمغربي. وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن ''علاقاتنا جديدة ومنسجمة ونحن نسعى لنصبح شركاء أكثر ثقلا وذوي مصداقية تجاه كل الذين يحيطون بنا والذين نحرص على أن تربطنا بهم علاقات جيدة''. من جهته أعرب وزير التربية المغربي السيد محمد الوفا عن أمله في أن يتواصل الشعبان الجزائري والمغربي من جديد لصنع مستقبل منطقة المغرب العربي. مشيرا إلى وجود أمل في أن الشعبين الجزائري والمغربي سيتواصلان تاريخيا من جديد من اجل صنع مستقبل منطقة المغرب العربي. وأضاف المتحدث بأن لقاءه بالسيد مدلسي كان مناسبة تبادل فيها الطرفان وجهات النظر في العلاقات ''الجديدة'' بين الجزائر والمملكة المغربية، وكيفية تطويرها بغرض التقارب أكثر والمساهمة في جعل منطقة المغرب العربي منطقة مستقرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وبخصوص زيارته للجزائر ذكر الوزير المغربي بأنها تندرج في إطار التباحث مع نظيره الجزائري من اجل تطوير العلاقات الثنائية في ميدان التربية والتكوين وتبادل الخبرات مع أعضاء الأسرة التربوية بين كلا البلدين. وكان الوزير المغربي قد استقبل أول أمس من طرف وزير التكوين والتعليم المهنيين السيد الهادي خالدي حيث اتفقا على ضرورة العمل على التقريب بين تجربتي البلدين في مجال التكوين المهني. مبرزين الأهمية البالغة لهذا القطاع. كما أبرز الوزير المغربي أهمية قطاع التكوين المهني الذي يعد كما قال تعليما أساسيا على عكس ما يظن البعض. مشيرا إلى أن المستقبل للمهن لما لها من أهمية في المجتمعات. علما أن الطرفين اتفقا على تكثيف وتبادل الزيارات والخبرات لأن البلدين ملزمان بالذهاب بخطى ثابتة وبأفكار سليمة نحو بناء المغرب العربي. كما شدد وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد ووزير التربية بالمملكة المغربية خلال لقائهما أول أمس أيضا على تنسيق جهود التعاون بين البلدين في قطاع التربية باعتباره رافدا مهما لمسار دعم العلاقات الثنائية. وأكد الوزيران وجود إرادة سياسية قوية لدى قائدي البلدين للدفع بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أفضل. مشيرين إلى أن قطاع التربية من شأنه أن يساهم في الالتقاء والتعاون بين الشعبين والبلدين. حيث أبرز السيد بن بوزيد ضرورة الاستثمار في الطاقات والإمكانيات المتوفرة في كلا البلدين. وتم الاتفاق بين البلدين خلال هذه الزيارة على تبادل الأساتذة والبرامج التربوية والكتب وحتى التلاميذ فيما بينهم. وكان وزير التربية المغربي قد حل أول أمس بالجزائر في زيارة دامت ثلاثة أيام بدعوة من نظيره الجزائري السيد أبو بكر بن بوزيد.