دعا وزير التجارة، السيد مصطفى بن بادة، أمس، إلى ضرورة تبني الدول التي يمر على أراضيها الطريق العابر للصحراء نظرة متكاملة من خلال رسم سياسة تنموية شاملة كفيلة بجعل هذه المنشأة شريانا للتنمية الاقتصادية قصد تحسين مستوى معيشة السكان. وأبرز السيد بن بادة خلال أشغال اجتماع لجنة الربط الخاصة بالطريق العابر للصحراء في دورتها ال 56 بالجزائر، أهمية إيجاد خطة ونظرة متكاملة للبلدان الستة المعنية بهذا المشروع المهيكل من أجل رسم سياسة تنموية متكاملة وتحقيق الرفاه الاقتصادي بتسهيل حركة السلع والخدمات وجعل الطريق شريانا للتنمية الاقتصادية. كما أضاف الوزير أن الجزائر التي أتمت كلية الشطر الخاص بها من هذا الطريق الذي يمتد من العاصمة إلى أقصى الجنوب على مسافة 3000 كلم، تحرص على المساهمة في اكتمال المشروع بشكل كامل، لكي تتحقق الأهداف التي سطرت له، لا سيما مع قرب التوصل إلى جمع التمويلات التي يتطلبها إنجاز آخر مقطع والواقع بالنيجر بطول 230 كلم. كما أوضح الوزير أنه من بين الأهداف الأساسية للمشروع المساهمة في الاستقرار ودعم التنمية في الدول الست التي يمر بها هذا الطريق وهي الجزائر، تونس، مالي، النيجر، التشاد ونيجيريا، مؤكدا أن هذه المنشأة التي شرع في تجسيدها منذ السبعينات، من شأنها المساهمة في رفع تحديات الفقر والحرمان والجفاف والهجرة والنزاعات التي تواجه دول الساحل نظرا إلى دورها في تحفيز التنمية الاقتصادية. وحسب ممثل الحكومة؛ فإن النقاط المدرجة في جدول أعمال الدورة تشمل تقييم ما تم إنجازه من طرف الدول الأعضاء، ورسم البرامج المستقبلية لجعل هذا الطريق يساهم في بعث التنمية وتنشيط التجارة في دول المغرب العربي والساحل، كاشفا -في هذا الصدد- أن الجزائر تحرص على إتمام المفاوضات مع الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا والمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا للتوصل إلى اتفاقيات للتبادل الحر تمهيدا للوصول إلى اتفاقية للتبادل الحر الإفريقية، وأوضح أن هذه المفاوضات تواجهها بعض العقبات المتمثلة أساسا في ''الامتيازات المبالغ فيها التي تطالب بها المجموعتان''. من جهته؛ عرض الأمين العام للجنة الربط للطريق العابر للصحراء السيد محمد عيادي المشاريع التي سيتم تجسيدها في الجزائر لمرافقة الطريق العابر للصحراء من خلال إنجاز المدن الجديدة بالمنيعة وبوغزول وخطط السكك الحديدية بين خميس مليانة والجلفة ومشروع تحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست الذي تم تشغيله السنة الماضية، مؤكدا أن هذه المشاريع ''ستكون لها انعكاسات إيجابية هامة على التبادلات التجارية، لا سيما مع المناطق الشمالية لدول الساحل''. يذكر أن الطريق الذي يصل طوله الإجمالي لحوالي 9000 كلم، تم إنجازه بشكل كلي تقريبا ولم يتبق سوى مقطع بطول 230 كلم بشمال النيجر، تكفلت الجزائر بإنجاز وتمويل الدراسات التقنية الخاصة به، في حين يبلغ طول المقطع الخاص بالجزائر من هذا المشروع 3000 كلم، ويرتقب أن يتم تمديده ليصبح بطول 3800 كلم، مع الانطلاق قريبا في إنجاز مقطعين جديدين يربطان تمنراست بكل من تين زاواتين وتيمياوين بأقصى جنوب البلاد.