خلص المشاركون في أشغال الملتقى الثالث حول مسيرة سي أعمر سعيد الذي اختتم أوّل أمس الاثنين بدار الثقافة ''مولود معمري'' بتيزي وزو، إلى اعتبار مؤلّفات بوليفة مدرسة للأجيال القادمة في مجالات عدّة منها الثقافة، الأدب، الشعر والتاريخ وغيرها، حيث تسعى جمعية ''إساغ'' المنظّمة للتظاهرة بالتنسيق مع مديرية الثقافة للولاية لتعريف شباب اليوم بكلّ ما قام به خاصة وأنّه أوّل من درّس اللغة الأمازيغية للطلبة بجامعة الجزائر. وتسعى الجمعية في كلّ مرة إلى تناول جانب من جوانب حياة هذا الكاتب، مؤلّفاته الثرية، نظرته وبصماته في تاريخ وآداب منطقة القبائل لاسيما مكانة المرأة القبائلية، الهوية، الشعر وغيرها وهذه المرة تناول الملتقى شخصية المؤرّخ وعالم الآثار، الذي أُثْرِيَ بعدّة مداخلات ومحاضرات تناولت ''حياة المؤرخ'' و''طرق تعليم اللغة الأمازيغية السنة الأولى والثانية لسي اعمر بوليفة'' وغيرها. وتطرّق المحاضران محمد جلاوي وأعمر خرجة إلى موضوع ''المرأة القبائلية وأعمال بوليفة''، حيث أظهرا موقف ونظرة بوليفة للمرأة القبائلية التي تعدّ ركيزة المجتمع القبائلي وذلك في ردّه على مؤلّفات غربية من كتّاب فرنسيين، حاولت تشويه صورة المرأة القبائلية بالتطرّق إلى جوانب من حياتها كزواجها وذلك بوصفها شيئا يباع، حيث ردّ عليهم بوليفة في مؤلّفاته بواقع المرأة القبائلية الصحيح بحكم معرفته لحياتها ومحيطها وأعطى نظرته عنها ليصحّح الرؤية الخاطئة حولها. كما تناول المحاضران جانبا من شخصية بوليفة، حيث قالا إنّه ورغم دراسته بمدرسة فرنسية إلاّ أنّه تمسّك بثقافته وهويته الشيء الذي قاده للكتابة عن الثقافة الأمازيغية وإنجاز بحوث، حيث أظهر وكذّب ما روّج من أفكار عن المجتمع القبائلي خاصة ما يتعلّق بالمرأة ومكانتها في المجتمع وكذا حماية والحفاظ على التراث الشفوي من أشعار قبائلية قديمة، كما أشار المحاضران إلى غياب كتب للمؤرّخ، حيث أنّ الكتب التي تمّت الاستعانة بها في المعرض تعود لعائلته. للتذكير، ولد سي أعمر سعيد بوليفة سنة 1861 بقرية عدني ببلدية الأربعاء ناث إيراثن، ويعتبر أوّل من درّس اللغة الأمازيغية بجامعة الجزائر، حيث درّس هذه اللغة لغاية 1929 أي عامين قبل وفاته بمستشفى باشا بالجزائر العاصمة يوم 8 جوان,1931 ولحدّ الآن تجهل عائلته المكان الذي دفن فيه، تاركا وراءه عدّة كتب في مجالات عدّة منها تدريس الأمازيغية، التاريخ، الأنتروبولوجية وغيرها من الميادين التي تمثّل مدرسة للأجيال القادمة-.