احتضنت قاعة ''ابن زيدون'' برياض الفتح مساء أول أمس حفلا تكريميا على شرف سيدة الطرب الجزائري الفنانة المتألقة سلوى بحضور كوكبة من الفنانين وأصدقاء المطربة وأعضاء من أسرتها، ويأتي هذا التكريم الذي حضرته وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي بمناسبة صدور علبة أقراص مضغوطة للمطربة تحمل أجمل وأشهر ما غنته طيلة 60 سنة من العطاء وأيضا عرفانا وتقديرا لما قدمته المطربة سلوى للفن الجزائري عموما والأغنية على وجه الخصوص من خلال مشوارها الفريد والطويل. وتهدف هذه الإصدارات إلى حفظ التراث الغنائي الجزائري وايصاله إلى الأجيال الصاعدة بأصوات العمداء الذين كرسوا حياتهم في سبيل هذا الفن الأصيل، حيث سبق لوزارة الثقافة أن أصدرت مؤخرا مجموعة أقراص مضغوطة سجلها بعض الفنانين من مطربي الشعبي والأندلسي والحوزي بأصواتهم تضم أغاني وقصائد قديمة لفحول شعراء هذا النوع. وقد شارك في إحياء حفل التكريم ثلة من الفنانين من بينهم وهيبة مهدي والمطربة دنيا اللتين أديتا -بالمناسبة- بعض أغاني سلوى بكثير من الاعتزاز والتواضع، وصرحت وهيبة مهدي ''أنا سعيدة للوقوف اليوم أمام هذه الفنانة العظيمة'' وأضافت ارتبكت كثيرا خوفا أن لا أكون في المستوى في أدائي لأغنية ''أهواك يا الغالي''، كما غنى بالمناسبة كل من الفنان نصر الدين البليدي الذي قدم أيضا بعض أغاني سلوى، وعبد المجيد مسكود الذي ردد دون موسيقى بعض المقاطع من أشهر أغاني سلوى قبل أن يهدي لها ولمدينة البليدة التي تنتمي لها أسرة الفنانة أغنية بعنوان ''البليدة''. وكان مسك ختام الحفل الذي جرى في أجواء حميمية صعود النجمة المتألقة سلوى التي أبت إلا أن تتحف الحضور بصوتها الدافئ والقوي احتراما لهذا الجمهور الذي استقبلها بالهتاف والزغاريد، وبأناقتها المعهودة وقفت سلوى شامخة وكلها شباب لتطلق العنان لصوت لم ينل منه الزمن شيئا وأطربت الحضور بآخر ما جادت بها قريحتها أغنية ''لعجار والحايك'' وهي تحية -كما قالت- لهذا اللباس التقليدي الأصيل الذي كان العلامة المميزة للمرأة الجزائرية في زمان ليس بالبعيد إلا أنه اختفى رويدا أمام إغراءات الموضة والتأثر بأزياء أخرى غريبة عن تقاليدنا. وكان الحضور قد استمتع قبيل الحفل بشريط وثائقي عن حياة الفنانة ومسارها الفني، حيث ولدت سلوى بالعاصمة في 19 مارس 1935 وتربت وترعرعت بحي ''الدويرات'' الشعبي بالبليدة مدينة الورود ومدينة دحمان بن عاشور وباية وغيرهما من نجوم الفن والثقافة، بدأت مسيرة الفنانة سلوى (اسمها الحقيقي لميتي فطومة) في الخمسينيات من القرن الماضي بانضمامها للمجموعة الصوتية لمدينة الورود وبعدها انتقلت لتنشيط الحصص الخاصة بالأطفال بإذاعة الجزائر وكانت تشاركها التنشيط صديقة الطفولة الفنانة فريدة صابونجي، وكان لقاؤها برضا الجيلالي بداية الطريق نحو الغناء كما تعلمت قواعد الفن الأصيل على يد كبار الموسيقيين ومن أمثال المطرب التونسي محمد الجرموني وعمراوي ميسوم وحشلاف، ومن أشهر أغاني السيدة سلوى ''كيف رايي هملني''، ''يا أولاد الحومة''، ''الله يوليك الصبر'' و''مبروك عليك الختانة سيدي لوليد'' وغيرها من الأغاني الجميلة التي تربى على سماعها جيل كامل من الجزائريين.(واج)