أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أن الجزائر ستستلم القطب البيوتكنولوجي الرابع من نوعه على المستوى العالمي في غضون ثماني سنوات (أي في آفاق 2020) وهو المشروع الذي سينجز بمقتضى شراكة جزائرية-أمريكية، مشيرا إلى أن هذا القطب الذي سينجز بالمدينة الجديدة بسيدي عبد الله يعتبر أضخم مشروع في الجزائر خارج المحروقات. كما كشفت لجنة متابعة مشروع الشراكة الجزائرية- الأمريكية في مجال البيوتكنولوجيا من جهة أخرى عن إبرام برتوكول شراكة بين كلية طب جامعة الجزائر وجامعتي هارفارد ونورثاستيرن. وأوضح السيد ولد عباس مساء يوم الخميس بإقامة الميثاق بمناسبة انعقاد اللجنة الجزائرية-الأمريكية المشرفة على المشروع أن القطب الذي سيغطي أفريقا والشرق الأوسط يعتبر أضخم مشروع تعرفه الجزائر خارج المحروقات، مشيرا إلى أن إرادة السلطات العليا وعلى رأسها رئيس الجمهورية متمسكة بقوة بإنجاز هذا المشروع الكبير الذي يمس قطاع المنتوجات الصيدلانية. والمشروع الذي قدم ممثل عن مكتب دراسات ''دولويت'' السيد بيار ماري مارتن بحضور وزير الصحة وممثلي مخابر فارما الأمريكية تقريرا مفصلا حوله يتكون من 200 صفحة، يعد قطبا جهويا للبيوتكنولوجيا بالجزائر بنفس مستوى أقطاب بوستن بالولاياتالمتحدةالأمريكية وايرلندا (أوروبا) وسنغافورة (آسيا)، سيسمح للجزائر بتحقيق اكتفائها الذاتي في مجال الأدوية لاسيما منها الموجهة للأمراض المزمنة كالسرطان. ويعتمد هذا المشروع وفقا للدراسة التي أنجزها مكتب الدراسات الأمريكي، على محاور استراتيجية تتعلق بالعامل البشري الذي يستدعي تطويره محليا وخارجيا إضافة إلى وضع برنامج ناجع للكفاءات ووضع قوانين تتعلق بتحرير الأسعار وحقوق الملكية الفكرية حسب المقاييس الدولية المعمول بها. بالإضافة إلى محور يشمل الجوانب المالية مع إنشاء بيئة آمنة ومستدامة فضلا عن المحور الذي يرتكز على الابتكار واعتماد ثقافة مشجعة على البحث والتنمية وآخر على تشجيع الاتصال وتحويل التكنولوجيا وتبادل المعارف. وتؤكد الدراسة على ضرورة تعاون الحكومة الجزائرية خاصة السلطات الصحية مع بقية القطاعات في جو يتميز بثقة متبادلة مع تحديد آفاق مستقبلية تتعدى الأهداف المسطرة خلال السنوات ال8 المقبلة وذلك قصد تحقيق قطب بيوتكنولوجي مبتكر بالجزائر يغطي شمال إفريقيا والشرق الأوسط في آفاق .2020 من جهته أكد إسماعيل شيخون رئيس اللجنة المشتركة الجزائرية- الأمريكية خلال مداخلته في هذا الاجتماع أن مشروع القطب الجهوي الذي سيقام بمدينة سيدي عبد الله يعرف تقدما في مجال الانجاز، مشيرا إلى أن اختيار الجزائر لهذا المشروع الجهوي العملاق، جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية تخصص لها جناحا دائما في صالون بوستن، وهي البلد الوحيد في إفريقيا والشرق الأوسط التي حصلت على هذا الامتياز. وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء يعد الثاني بعد ذلك المنعقد في 14فيفري الماضي، والمندرج في إطار سلسلة اللقاءات التي يتم من خلالها متابعة انجاز المشروع، الذي سيجعل من الجزائر ثاني سوق على المستوى الإفريقي في مجال البيوتكنولوجيا بعد إفريقيا الجنوبية. بروتوكول شراكة بين جامعة الجزائر وجامعتي هارفارد ونورثاستيرن ينتظر أن توقع كلية الطب بجامعة الجزائر ونظيرتيها الأمريكيتين هارفارد ونورثاستيرن شهر جوان المقبل على بروتوكول شراكة في إطار الشراكة الجزائرية -الأمريكية في مجال البيوتكنولوجيا وحسب لجنة متابعة مشروع الشراكة الجزائرية -الأمريكية فإن حفل التوقيع سيكون على هامش ندوة بوستن الأمريكية للبيوتكنولوجيا المقررة بين 18 و22 جوان المقبل. وستشارك الجزائر لأول مرة ممثلة للعالم العربي والقارة الإفريقية كضيف شرف في هذه الندوة العلمية الرفيعة المستوى فيما ينتظر أن ينشط وزير الصحة ندوة صحفية أمام الصحافة الأجنبية للتعريف بالقطاع الصيدلاني وفرص الشراكة والاستثمار الأجنبي في هذا المجال. وبالموازاة مع الندوة تشارك الجزائر في الصالون الدولي للمنتجات الصيدلانية الذي سينظم ببوسطن بالولاياتالمتحدةالأمريكية في 22 جوان المقبل حيث سيخصص لها جناح كامل، وتعد مشاركة الجزائر في هذه التظاهرة عرفانا للجهود التي تبذلها لتطوير إنتاج الأدوية والتي جعلتها تختار كقطب جهوي لتطوير البيوتكنولوجيا في إفريقيا والشرق الأوسط.