الثقافة العربية الإسلامية مرشّحة لاحتلال موقع هام في المجرة اللغوية العالمية أكّد الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري من جامعة ''محمد الخامس'' بالرباط، أنّ الثقافة العربية الإسلامية واللغة العربية مرشحتان لاحتلال موقع هام في المجرة اللغوية العالمية، داعيا من قسنطينة الباحثين والعلماء إلى بذل مجهودات كبيرة لبلوغ هذا الهدف، خاصة وأنّ ما يحيط بالعالم اليوم من لغات أجنبية... كاللغة الفرنسية، بدأت في فقدان موقعها عالميا كلغة اقتصادية وحتى دبلوماسية. شدّد الدكتور الفاسي الذي تدخّل في محاضرته حول ''العولمة اللغوية وسائطها وموقع اللسان العربي فيها''، ضمن أشغال الملتقى الدولي الأوّل حول ''اللغة والعولمة'' الذي احتضنته جامعة ''منتوري''، على ضرورة التفكير في نظام لغوي عالمي أكثر عدالة وتوازنا، حيث لا يجب أن يقوم على لغة واحدة كبرى، بل يتعداه إلى لغات اسماها ب''الاوليغارشية'' أو ''القطبية المتعدّدة''، وهي اللّغات التي يجد اللسان العربي فيها مكانته الطبيعية العالمية. مضيفا في نفس السياق، أنّ من بين اللغات المرشّحة للبقاء 5 لغات أساسية هي الصينية، الإنكليزية، الهندية، العربية وكذا الإسبانية، أمّا اللغات الأخرى وعلى رأسها الفرنسية فستتقهقر لتبقى لغات وطنية فقط. الملتقى الذي دام يومين، شهد تقديم العديد من المداخلات والمحاضرات، على غرار مداخلة الدكتور محمد ثناء الله الندوي من الهند حول ''العولمة والراهن العربي المتأزّم'' من خلال إشكالية التأصيل والتواصل في التعريب والمصطلح، والتي تناول فيها التعريب في العالم العربي الذي بات اليوم يكابد العديد من المشاكل، خاصة وأنّه مرتبط أساسا بإشكاليات فوقية وتحتية وبأسئلة تمسّ جوهر التفكير والتعبير في سياق التواصل الحضاري واللساني المعولم. مضيفا أنّ ما يروّع الباحث العربي ليس الفوضى في الأطر البنيوية والدلالية، إنّما الغياب المريع لعوامل التوفيق بين الموروث والمترجم والاستقامة القواعدية والمنهجية لوضع التسميات، وكذا الجمع التطبيقي الرصين بين المنهج الوصفي والمنهج التاريخي، زيادة على إشكالية المصطلحية العربية، حيث تدرس أغلب الجامعات العربية المصطلحية موضوعا فقط. كما تطرّقت الدكتورة ليلى يوسف من جامعة وهران إلى مفهوم العولمة ايجابياتها وسلبياتها. فيما توقّف الدكتور الربيعي بن سلامة في مداخلته عند موضوع ''كيفية الاستفادة من تجارب اللغات الأخرى في التصدي لسلبية العولمة والاستفادة من ايجابياتها''، متّخذا التجربتين التركية والفرنسية نموذجين. تلتها مداخلة محمد لهلال من جامعة ''الحسن الثاني'' بالمغرب، التي استعرض فيها موضوع ''بناء جهاز استدلالي لقراءة التراث اللساني العربي''. أما الدكتور واسيني الأعرج من جامعة السوربون بباريس، فقد كانت محاضرته حول ''لغة الكتابة الروائية في ظلّ العولمة''، تلتها محاضرة حول ''عولمة الفصحى من الوسيلة إلى الغاية''، وهي المحاضرة التي قدّمها الدكتور سليمان زيدان من جامعة ''عمر المختار'' بليبيا. وعرف اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول ''العولمة واللغة''، عديد المحاضرات والمداخلات الأخرى التي أثراها مجموعة من الدكاترة والمحاضرين من داخل وخارج الوطن، على غرار محاضرة الدكتور عادل الفريجات من جامعة دمشق التي تناول فيها موضوع ''العربية تحديات العولمة''، تلتها محاضرة الدكتور رشيد الحضري من جامعة ''الحسن الثاني'' بالمغرب حول ''اللغات واللهجات في شمال المغرب''، وكذا محاضرة حمزة بسو من جامعة سطيف حول ''الحصانة اللغوية والأمن الثقافي في رهانات المجتمعات العربية في ظلّ العولمة''. كما تطرّق الدكتور هادي نهر من جامعة جدارا من الأردن في محاضرته إلى موضوع ''اللغة العربية بين تحديات العولمة وتكنولوجيا الإعلام، التجربة التركية في تعليم اللغة العربية قديما وحديثا". وقد عرف الملتقى مشاركة كل من الأردن، المغرب، الهند ليبيا، سوريا، بالإضافة إلى العديد من الولايات الجزائرية على غرار قسنطينة، سطيف، أم البواقي، باتنة، تلمسان وتيزي وزو وغيرها من الولايات والجامعات الأخرى المشاركة.