عاشت قاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس بوهران، ليلة أول أمس، على وقع الملاكمة الاحترافية، بتنظيم سهرة جلبت إليها جمهورا مولعا بالقفاز، تسنت له فرصة مشاهدة أجيال من الملاكمين الجزائريين المحترفين منهم والهواة، وصوب أنظاره بالإضافة إلى الجيل الذي صعد فوق منصة النزال، إلى أسماء لامعة في عالم الملاكمة الجزائرية كعبد القادر ولد مخلوفي، مراد فرقان، محمد بودشيش وموسى مصطفى، الذين استحسنوا كلهم هذه المبادرة التي قالوا عنها، أنها تشجع الملاكمة الاحترافية والملاكمين الشباب الجزائريين على الانغماس فيها أكثر. وقد ارتأى المنظمون برمجة عشر منازلات، اثنتان منها بين ملاكمين جزائريين محترفين وآخرين فرنسيين، وهما اللتان نالتا القسط الوافر من المتابعة والحماس والاهتمام، حيث جمعت الأولى بين الملاكم الجزائري رضوان عسلوم والفرنسي أنطوني بيكات الذي أظهر بأنه ملاكم صلب توجب على عسلوم استنزاف المزيد من جهده حتى ينال منه، خاصة بعدما وفق الملاكم الفرنسي في العودة بعد بداية متعثرة، لكن الجولة السادسة والأخيرة كانت جزائرية خالصة مكنت عسلوم من الفوز والاحتفاء بانتصاره رفقة الجمهورالحاضر، الذي اندهش عسلوم نفسه من حماسه وتجاوبه، مبديا فخره بالنزال في بلده الجزائر، مشددا على أنه سيظل في هذا الدرب، مشيدا بعائلته وخاصة والدته التي قال عنها أنها تشد دائما أزره في أية منازلة يلعبها. أما الملاكم الفرنسي أنطوني بيكات، فأشاد بإمكانيات عسلوم وتوقع له المزيد من النجاحات في المستقبل، ونفس الإطراء تلقاه من الملاكم الجزائري السابق المعروف مراد فرقان، الذي أبدى رضاه بالمردود الذي قدمه عسلوم، والذي قال عنه بأنه يؤهله ليدخل العالمية، وتمنى له ذلك والنجاح للملاكمة الاحترافية في الجزائر. أما المنازلة الاحترافية الثانية التي انتظرها الحضور الذي كان عدده مقبولا على العموم، فكانت تلك التي جمعت في وزن المتوسط بين الملاكم الجزائري كريم العربي والملاكم الفرنسي بن جامين بواتو، وقد كان مبرمجا أن ينازل بواتو سليم العربي، وهو الشقيق الأكبر لكريم، ليعرف السبب في هذا التغيير في كون سليم لعب هذه المرة بإجازة جزائرية، ومن ثم كان لزاما عليه منازلة ملاكم جزائري، ليفتح المجال لشقيقه كريم لأخذ مكانه لمواجهة الفرنسي بواتو والانتصار عليه في منازلة من أربع جولات، وهو الذي يحصي في سجله ثلاثة انتصارات من ثلاث منازلات فقط، الثالثة في ليلة أول أمس، وهو ما جعل ابن 20 ربيعا يطير فرحا، وتكبر أحلامه ويزداد تصميمه على مواصلة العمل، وعلى نفس الطريق بتأطير من أخيه ليدخل عالم الاحتراف الحقيقي - كما قال - ومن أوسع أبوابه في فرنسا، ليلاكم من أجل الجزائر دائما وأبدا. أما سليم العربي الذي انتظره جمهوره كثيرا، فاكتفى بطلة قصير جدا عليهم من فوق منصة النزال، بعدما تخلص من منافسه بودمران في جولة واحدة (الأولى)، بعدما أوقف الحكم منازلتهما إثر جروح أصيب بها بودمران في الرأس، وهو ما تحسر له سليم العربي الذي كان يتمنى استمرار المنازلة إلى نهايتها، لتكون تحضيرا إضافيا له للموعد العالمي الهام الذي ينتظره، والمتمثل في لقب ما بين القارات (المنظمة العالمية للملاكمة)، الذي لم يحدد تاريخه بعد، لكنه سيكون له متسع من الوقت للتحضير له، والمشاركة في سهرة أخرى في الفن النبيل يوم ال13 جويلية القادم ببجاية، رفقة العديد من الملاكمين الحاضرين في قصر الرياضات حمو بوتليليس، المحترفون منهم والهواة، والذين تداولوا على استعراض فنياتهم تباعا في المنازلات الثماني المتبقية، التي أرضت أكثر من اختصاصي، ومنهم الملاكم السابق الشهير عبد القادر ولد مخلوفي، الذي دعا إلى الإكثار من مثل هذه المبادرات، التي ستفيد الملاكمة الاحترافية الجزائرية بالتأكيد - حسبه - لكن بتاطير جيد فنيا وتنظيما، خاصة بعد الفلتان التنظيمي الذي لوحظ في فترات من هذا الموعد الرياضي، الذي وإن اعترف به المنظم كرستيان زعباط صاحب شركة المسماة ''ما بين الضفتين''، لكنه استطرد يقول بأن المهم بالنسبة إليه هو تنظيم سهرة في رياضة الملاكمة لهواتها في مدينة وهران، كما وعد بذلك منذ نجاح سهرة الكيك بوكسينغ التي نظمها شهرمارس الماضي بنفس القاعة (قصر الرياضات حمو بوتليليس). للتذكير، فإن هذه السهرة في الفن النبيل شاركت في تنظيمها مديرية الشباب والرياضة والاتحادية الجزائرية للملاكمة والرابطة الوهرانية وتحت الرعاية السامية للسيد والي ولاية وهران.