ووري الثرى، ظهر أول أمس الخميس، بمقبرة قاريدي بالعاصمة، جثمان الفنان رشيد فارس الذي وافته المنية مساء الأربعاء المنصرم عن عمر ناهز 56 سنة، إثر أزمة قلبية، بحضور حشد غفير من أقاربه وفنانين ومحبيه. وقد بدت علامات التأثر والأسى لرحيل زميل لهم على وجوه الفنانين الحاضرين والذين أشادوا في تصريحات لهم بالصديق والمحترف والمناضل في سبيل الثقافة الذي لم يتردد أبدا في التعبير عاليا عن مواقفه المبدئية لصالح تجديد المهنة. فجميعهم يحتفظون للفقيد بصورة الفنان الموهوب والمتحمس والمدافع الفذ عن السينما مع التأكيد على تمسكه «بعزة النفس» بالرغم من وضعه الاجتماعي الشخصي «الصعب». وتأسفوا لكون الطاقات الفنية الهائلة التي كان يتمتع بها الفقيد رشيد فارس لم تقدر حق قدرها. وأشار الممثل فوزي صايشي إلى «المشوار الثري» للفقيد مضيفا أن «السينما والتلفزيون لم يحسنا استغلال القدرات الفنية لهذا الفنان الذي كان متواضعا لكنه لم يكن يتردد في التعبير عن رأيه عندما كان يتعلق الأمر بالدفاع بقوة عن مهنة الممثل. أما بلقاسم حجاج الذي كان فيلمه «السداد» (1976) بداية لمشوار الفنان الراحل فنوه ب«عفويته» التي كانت من شيم رشيد فارس إزاء مهنة الممثل وشغفه، حيث فرض نفسه بالقول والفعل في عالم السينما. ومن جهته، أكد حمزة فوغالي الذي تقمص عدة أدوار إلى جانب رشيد فارس أن المرحوم «شرف السينما الجزائرية» وكان «طيبا وسخيا ولطيفا ومتواضعا». ومن جهته، حيا الممثل احمد بن عيسى المسار الفني للراحل الذي كان يتمتع بموهبة كبيرة وطبعه المرح وحبه «اللامحدود للسينما والحياة». وقال احمد بن عيسى أن «رشيد فارس كان رجلا حساسا وسخيا وكان يكره العنف لأدنى الأسباب وسجل اسمه في السينما الجزائرية بطبعه وشخصيته وهمته». ودخل الراحل عالم السينما والتلفزيون باكرا، حيث أدى أدوارا إلى جانب كبار أسماء السنيما والمسرح الجزائريين مثل سيد أحمد أقومي وأحمد بن عيسى وصونيا. وشارك الراحل في العديد من الأعمال منها «موريتوري» لعكاشة تويتة و«تي دانيا» (شاي آنيا) لسعيد ولد خليفة و«الطاكسي المخفي» لبن عمر بختي و«ما وراء المرآة» لنادية شرابي وأعمال أخرى. وفي مجال المسرح، تقاسم الراحل الدور الرئيسي إلى جانب الممثلة صونيا في مسرحية «ليلة طلاق»، حيث أدى الراحل دورا متميزا مع سيدة المسرح الجزائري. وكان آخر ظهور لرشيد فارس في فيلم مصطفى بن بولعيد لأحمد راشدي إلى جانب حسان قشاش وسليمان بن عيسى.