تعمل السلطات المحلية بالتنسيق مع وزارة الفلاحة، على تصنيف المنطقة الرطبة لبحيرة الرغاية كمحمية طبيعية وطنية، حيث وضعت ميزانية خاصة لإعادة تهيئتها وتسييرها خلال نهاية السنة الجارية، وقدم ملف شامل للمديرية العامة للغابات التي أودعت بدورها الملف لدى وزارة البيئة وتهيئة الإقليم، حسبما أكده مدير البحيرة السيد هلال غانم ل«المساء»... أكد السيد هلال غانم بأهمية وضع آليات لتسيير أحسن لبحيرة الرغاية، من خلال تسطير مخطط لاستغلال المنطقة ووضع سياسة خاصة لحمايتها من التجاوزات والانتهاكات التي تعيشها، خصوصا الانتشار العشوائي للبيوت القصديرية التي أضحت تشوه المكان وتشكّل خطرا عليه. مضيفا ان البحيرة تعرف إقبالا من الزوار، الأمر الذي جعل هيئته تعيد النظر في تحسين ظروف استقبال الزوار والسياح، وذلك بتقديم الخدمات اللازمة بتوفير المرافق وإعادة تهيئة البحيرة التي تحتوي على التنوع البيولوجي البحري والبري، إلى جانب التوعية المدرسية لمعرفة البيئة والوسط البحري للمنطقة. وتضم بحيرة الرغاية مركزا للصيد من اجل حماية الحيوانات المهددة بالانقراض على المستوى الوطني، وهو متخصص في تربية البط والإوز وتكثيف طيور الصيد في المناطق الرطبة، ويعتبر المركز جزءا طبيعيا من المساحة الإجمالية للمحمية التي تتجاوز ال 27 هكتارا، تحول بفعل الموقع الإستراتيجي الذي يتميز به طبيعيا، الى مقصد سياحي، بالإضافة الى احتوائه على مخبر ومتقنة ومصلحة تقنية ومسكن لإيواء الطلبة، الأمر الذي جعل منه نقطة سياحية تستقطب العائلات والسياح من كل القطر الجزائري، يقول محدثنا، الذي اضاف، انه بالرغم من مساحة البحيرة الشاسعة التي تفوق إجمالا 1100 هكتار، منها 900 هكتار بحرية و600 هكتار برية، واحتوائها على إمكانياتها الطبيعية ذات بعد عالمي، إلا أن هناك بعض النقائص بها. وتعتبر هذه البحيرة مقصدا للطيور المهاجرة القادمة من أوروبا هروبا من البرد الشديد وبحثا عن الشروط الملائمة للاستقرار المؤقت وفق الظروف الطبيعية والمناخية، أما المنطقة البحرية فتضم جزيرة «بونطاح» الواقعة ببلدية هراوة والتي هي موطن صنفين من الطيور وتتوفر على 12 صنفا من الأسماك وتأوي مجموعة مكونة من 203 أصناف، منها 82 مائية و4 أصناف من الطيور النادرة المحمية من طرف القانون الدولي و55 نوعا محميا من طرف القانون الجزائري وتتوفر على ثروة نباتية معتبرة تقدر ب 233 صنفا نباتيا تمثل نسبة 13 بالمئة من نباتات شمال الجزائر. للإشارة، فإن بحيرة الرغاية الواقعة شرق العاصمة تشهد هذه الأيام توافد العائلات العاصمية التي تقصدها بهدف الاستجمام والراحة، وبعيدا عن اكتظاظ الشواطئ وضجيج المدن، بحثا فيها عن الراحة والسكينة والاستجمام، علما ان هذه البحيرة تعد من بين المحميات البيئية الموجودة بالعاصمة والمصنفة عالميا ضمن اتفاقيات دولية.