يعد الملاكم الجزائري عبد الحفيظ بن شبلة، صاحب اللقب العالمي (دابل يو أس بي) فئة (80-85 كلغ)، أحد الملاكمين الأربعة من أصل ثمانية المرشحين بقوة للصعود فوق منصة التتويج في ألعاب لندن الأولمبية. ولم يخف بن شبلة (27 سنة)، رهانه في إهداء الجزائر ميدالية من المعدن النفيس لإعادة الفن النبيل الجزائري إلى الواجهة العالمية، كاشفا أن تعيينه كرافع الراية الوطنية للوفد الجزائري المشارك في دورة لندن من طرف اللجنة الأولمبية الجزائرية، يشعره ب ‘'الفخر والمسؤولية'' في آن واحد... - ماذا يعني لك اختيارك لحمل العلم الوطني في ألعاب لندن؟ -- هذا التعيين يشرفني، يحفزني ويجعلني أشعر بالمسؤولية من أجل بذل ما في وسعي لتشريف بلدي الجزائر والملاكمة الجزائرية بالصعود فوق منصة التتويج في الألعاب الأولمبية... وفي أكبر محفل رياضي عالمي يوصف ب «الحدث التاريخي « لأنها المرة الأولى التي يتحصل فيها ملاكم على شرف حمل راية الوفد الرياضي الجزائري في الأولمبياد. - هل كنت تنتظر هذا التعيين؟ -- في الحقيقة لا، وهذا الموضوع لم يكن من بين أولوياتي حيث انصب اهتمامي على التدريبات حتى أعزز رصيدي بتتويج أولمبي يضاف إلى لقب «دابل يو أس بي»، و هذا النبأ مهم للغاية بالنظر إلى أن ألعاب لندن تتزامن مع الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر... هذا ما زاد من ثقتي وحماسي في الصعود فوق المنصة الشرفية، لأن هذا التشريف الذي منحه لي «الكوا» يعتبر عرفانا لكل عائلة الملاكمة الجزائرية وما علي إلا رد الجميل. - وإذا عدنا إلى الحديث عن تحضيرات الموعد الأولمبي، كيف تجري؟ -- التحضيرات تجري بصورة عادية، وقد بدأناها منذ فترة طويلة وبالضبط منذ عامين، وأجرينا عدة تربصات محلية وخارجية على غرار فرنسا وإيطاليا وتايلاندا ، وسنتنقل هذا الأسبوع إلى فنزويلا لمواصلة التحضيرات للألعاب الأولمبية. - أنت ملاكم مصنف من طرف الاتحادية الدولية، بماذا يفيدك ذلك؟ -- هذا التصنيف يمنحني أفضلية في القرعة، فقد أتأهل إلى الدور الثاني دون المرور على الدور الأول في الألعاب الأولمبية، خاصة أن كل الملاكمين يريدون تفادي مواجهة أبطال العالم في الدور الأول. - ما هي طموحاتك في الألعاب الأولمبية القادمة بلندن؟ -- كما أسلفت، أريد الصعود فوق منصة التتويج، وسأستغل لتحقيق ذلك تجربتي المكتسبة من أولمبياد بكين 2008 حيث كان ترتيبي الخامس. - كيف تتوقع المنافسة؟ - كل الملاكمين المتأهلين إلى أولمبياد لندن لهم نفس الفرص للفوز بميداليات، وقد حضرنا أنفسنا لكل الاحتمالات... خصوصا وأني لست الوحيد الذي أملك المغامرة الأولمبية، فإلى جانبي عبد القادر شادي ومحمد أمين وضاحي، وسنحاول كلنا توظيف تجربتنا لنيل ميداليات مهما كان معدنها، وأيضا تحفيز بقية العناصر الوطنية لتحقيق نفس المبتغى... - على ذكر العناصر الستة الأخرى، هل يرى بن شبلة أنها قادرة على التتويج بميداليات؟ -- أنا على يقين أن الجميع في التشكيلة الوطنية قادر على انتزاع إحدى المراتب الثلاث الأولى، لا سيما أن التحضيرات التي أجريناها منذ سنتين إلى غاية اليوم تحت إشراف المدرب عز الدين عقون، كانت جيدة سواء من الجانب التكتيكي أو الجسماني، هذا ما يجعل آمالنا كبيرة للعودة إلى الواجهة العالمية. - بكل موضوعية، من هم الملاكمون الذين تخشى ملاقاتهم في مثل هذه المواعيد؟ -- سنخوض المنافسة بذهنية الفوز لأن الملاكمة الجزائرية في السنوات الأخيرة تملك رصيدا لا يستهان به على المستوى العالمي (لقب دابل يو أس بي) أو القاري (ثلاثية افريقية)... لهذا لا نخشى أحدا بمن فيه ملاكمو بعض البلدان المعروفة بالمستوى العالي في الملاكمة على غرار أوكرانيا وكوبا وروسيا وكازاخستان، لأنه بقدر فوز هؤلاء علينا تفوقنا عليهم أيضا، والحلبة تبقى هي الفاصلة. - ستشارك في أولمبياد لندن المقبلة، وهي الفترة التي ستتزامن مع شهر رمضان الكريم، فهل تتبع حمية خاصة، وهل ستلاكم وأنت صائم؟ -- صحيح ألعاب لندن الأولمبية ستنطلق نهاية شهر جويلية القادم، وتتزامن مع شهر رمضان الكريم، ولا أخفي أنني ملاكم من المستوى العالي وكثيرا ما أفطر يوم المنافسة، ثم أعيد صوم ذلك اليوم مرة أخرى، وبطبيعة الحال أصوم في بقية الأيام بالرغم من سفري، ولدي وجبة خاصة في رمضان أكثر خلالها أكل البروتينات، السكريات والفواكه وخاصة الموز . - لماذا الموز بالتحديد؟ -- لأنه يمكن جسدي من الاحتفاظ بالسكريات التي أحتاج إليها كثيرا عند بذلي لجداكبيرا، وكذا من أجل المحافظة على رشاقتي ولياقتي البدنية، فأنا رياضي من المستوى العالي وكثيرا ما أشارك في منافسات هامة خلال شهر رمضان الكريم.