بعد الاستقلال، نظمت عدة دورات كروية عبر التراب الوطني، كان الغرض منها الاحتفال بالحرية، وبالموازاة مع البطولة الوطنية التي كانت قد بدأت تعرف النشاط، قامت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي كانت صغيرة وحديثة آنذاك، برئاسة محند أمقران معوش، بخلق منافسة أخرى بحجم وطني تجمع كل الأندية الجزائرية، تتواجه فيما بينها في منافسة الكأس، حيث استمدوا طريقة تنظيمها من جيراننا الذين سبقونا إليها، وخاصة مثلما تلعب في كل العالم، لاسيما في أوربا، لتبدأ أول كأس للجمهورية للدولة الجزائرية. وتعد سنة 1962، أول سنة تقرّر فيها لعب كأس الجزائر، لتنطلق رسميا في موسم 1962/ 1963 بلعب 48 طبعة إلى غاية 2012، حيث تم إلغاء كأس الجمهورية لسنة 1990 و1993، في حين أن الطبعة الخاصة بسنة 1989 لعبت على سنتين، الأدوار 32 ،16 والثمن نهائي في 1989، والربع نهائي إلى النهائي في سنة 1990، وقد عرفت هذه السيدة تنافسا كبيرا بين كل الأندية الجزائرية، فهي تفتح مجال التنافس لكل الفرق التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم من مختلف جهات الوطن، على أن يلعب النهائي ككل في مرة في مناسبة وطنية، وعموما في ملعب 5 جويلية الأولمبي . ويعد فريق وفاق سطيف، صاحب أكبر تتويجات بهذه المنافسة، بثمانية كؤوس للجمهورية، كان آخرها تلك التي فاز بها الموسم الماضي 2011 /2012 ، وأولها سنة 1963 ضد ترجي مستغانم، يليه فريق إتحاد العاصمة الذي حصل على هذه السيدة 7 مرات في تاريخه، فشباب بلوزداد الذي فاز بستة كؤوس رفقة مولودية الجزائر، ثم شبيبة القبائل بخمسة تتويجات، ومولودية وهران بأربعة، يليه إتحاد الحراش ووداد تلمسان بكأسين، وجمعية الشلف بكأس واحدة رفقة شبيبة بجاية، مولودية السعيدة سنة 1965، نصر حسين داي سنة 1979، شباب بني ثور 1999، إتحاد بلعباس 1991، حمراء عنابة 1972، واتحاد بناء الجزائر سنة 1982. ومنذ انطلاق منافسة كأس الجزائر التي اعتمدت رسميا في التاريخ المذكور سابقا، تكون المناسبة بمثابة عرس كروي ينتظره الجمهور الرياضي بشغف كبير، لاسيما عندما كان يجمع بين ناديين كبيرين، أو حين يصل فريق صغير إلى لعب النهائي، مثلما فعله شباب بني ثور الذي فاز بأول كأس للجمهورية سنة 1999، ويحضر دائما هذا العرس الكروي رئيس الجمهورية لتسليم كأس الجزائر للفائز بها، ففي سنة 1963، 1964 و1965 قدمها الرئيس الراحل مؤخرا أحمد بن بلة، ثم بعد ذلك الرئيس الراحل هواري بومدين من 1965 إلى غاية 1978، يليه الشاذلي بن جديد من 1979 إلى 1991، وبعده علي كافي سنة 1992 1993، ثم الراحل بوضياف في 1992، وبعده اليامين زروال من 1994 إلى 1998، وفي الأخير، الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة الذي لا يفوت أي فرصة لحضور هذا العرس الكروي منذ توليه زمام السلطة، لمشاركة الشباب فرحتهم وتسليم الكأس للفائز بها.