شرع إسماعيل هنية، رئيس حكومة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أمس، في زيارة رسمية إلى مصر هي الأولى له منذ تولي الإخواني محمد مرسي مقاليد السلطة في هذا البلد. ورافق هنية في زيارته، التي ستستمر أربعة أيام، وفد رسمي يضم وزراء ونوابا عن حركة حماس إلى جانب بعض رجال الأعمال وممثلي التيارات السياسية والشعبية في قطاع غزة. ومن المقرر أن يلتقي هنية بالرئيس المصري ويعقد سلسلة لقاءات مع رئيس الوزراء المكلف هشام قنديل وقيادات جماعة الإخوان المسلمين وقيادات أحزاب مصرية أخرى. والمؤكد أن رفع الحصار عن قطاع غزة وبعث المصالحة الفلسطينية التي تعرف حالة من الجمود إضافة إلى ملفات التعاون الثنائي وعلى أرسها فتح معبر رفح البري ستكون من أهم المحاور التي سيناقشها إسماعيل هنية مع المسؤولين المصريين وفي مقدمتهم الرئيس محمد مرسي. وقالت مصادر فلسطينية إن رئيس حكومة حماس سيطلب من الرئيس مرسي اتخاذ إجراءات لحل أزمتي الكهرباء والوقود التي يعاني منهما قطاع غزة وسيعرض عليه خططا لإقامة منطقة تجارية حرة بين القطاع ومصر ومشاريع اقتصادية أخرى بين الجانبين. وكان محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس قد قال إن زيارة هنية إلى مصر تأتي استكمالا للجلسات التي تعقدها الحركة مع القيادة المصرية، وتوقع الزهار أن تبدأ مصر تحت رئاسة مرسي باتخاذ “إجراءات عملية وهامة” على صعيد حل أزمات قطاع غزة بعد تشكيل الحكومة المصرية الجديدة. وتأمل حركة حماس في أن يسهم الرئيس مرسى في رفع الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، خاصة وأنه أكد في أول خطاب له بعد انتخابه رئيسا لمصر أنه يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة، وهو الموقف الذي بعث الأمل من جديد لدى الجانب الفلسطيني، خاصة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في عودة مصر للعب دورها الريادي في دعم القضية الفلسطينية. وتأتي الزيارة بعد أسبوع فقط عن استقبال الرئيس محمد مرسي لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في القاهرة إثر لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأمر الذي اعتبره الكثير من المتتبعين للشأن الفلسطيني أنه محاولات خاصة للدفع بقطار المصالحة الفلسطينية إلى الأمام بدءا باستئناف عملية تسجيل الناخبين في قطاع غزة المعلقة وذلك تحضيرا للانتخابات المحلية المقررة يوم 20 أكتوبر القادم. ويرى ملاحظون أن زيارة هنية إلى مصر تصب في نفس خانة اهتمامات القيادة الفلسطينية في رفع الحصار عن قطاع غزة وتجسيد المصالحة الفلسطينية. وكان موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد قال إن وفد حماس الذي زار مؤخرا القاهرة وجد “تجاوبا إيجابيا” من الرئيس مرسي فيما يتعلق ب«قضية المصالحة الفلسطينية والمشكلات التي يعاني منها قطاع غزة بما في ذلك أزمة الكهرباء ومشاكل العبور”.