أضحت النفايات مظهرا يوميا يميز مختلف بلديات العاصمة مع حلول شهر رمضان الكريم، وأصبح المشهد مشتركا سواء في الأحياء الشعبية أو الراقية بالرغم من المجهودات الكبيرة والبرنامج الخاص الذي وضعته مؤسسة ناتكوم لرفع النفايات المنزلية، هذه الأخيرة حمّلت المواطن السبب لأنه يضاعف من حجم الاستهلاك والتبذير في الشهر الفضيل، كما أنه لا يحترم مواقيت إخراج النفايات التي تجاوز عددها ال50 بالمائة حسبما أكده مصدر مقرب من الهيئة ل«المساء”. وكشف مصدر مقرب من وحدة لاقلاسيار لمؤسسة ناتكوم بحسين داي ل«المساء” أن مخطط العمل الذي وضعته المؤسسة خلال شهر رمضان الكريم فشل أمام غياب الثقافة الاستهلاكية للمواطن الذي حول أغلب بلديات العاصمة إلى مفرغات عمومية، وبلغة الأرقام أكد مصدرنا أن حجم النفايات فاق ال50 بالمائة خلال الأسبوعين الأولين من شهر الصيام مما جعل مؤسسة رفع النفايات المنزلية تبذل قصارى جهدها للقضاء على هذه الظاهرة التي شوهت منظر المحيط، حيث كثفت عدد الدوريات وزادت من عدد أعوان النظافة الذين يقومون بالتطهير ليلا ونهارا. وأوضح مصدرنا أن مؤسسة ناتكوم لرفع النفايات المنزلية مددت من ساعات العمل لأعوانها، حيث يخرجون إلى الميدان في ثلاث خرجات ابتداء من الساعة الخامسة صباحا، وثلاث خرجات أخرى في الفترة المسائية التي تعرف انتشارا أكبر للنفايات، لان المواطن يطيل السهر خصوصا في المناطق الساحلية ويخلف آثارا سلبية لعدم احترام مواقيت إخراج النفايات، الأمر الذي يزيد من متاعب الأعوان الذين يضطرون للعمل باكرا والدخول إلى بيوتهم في ساعات متأخرة من الليل، علما أنهم يسهرون على خدمة 57 بلدية في العاصمة. وأضاف محدثنا أن ناتكوم سخرت جميع إمكانياتها التي كانت تعتبرها كافية بتوفير أكثر من ب250 شاحنة و5 آلاف عون نظافة يعملون بالتناوب في الفترة الليلية، وهذا في شكل دورات وفرق متناوبة عادة ما تنطلق في عملها مع الإفطار، حيث تقوم برفع أطنان من النفايات عبر الأسواق الكبرى بشكل خاص والتي اتخذت المؤسسة بشأنها إجراءات بالعمل فيها مرتين إلى 3 مرات في هذا الشهر نظرا لزيادة حجم الفضلات، كما تشمل المهام المساجد والمناطق التجارية والسياحية في العاصمة كأحياء باش جراح التي تشهد حركة غير عادية في هذا الشهر، مشيرا إلى أن مؤسسة ناتكوم اعتمدت على وحدات دعم إضافية، وبالرغم من هذه المجهودات التي تقوم بها المؤسسة كل سنة خلال الشهر الفضيل، إلا أن الواقع يكشف عجزا في التحكم في عملية تطهير أغلبية الأحياء خصوصا تلك التي تميزها التجارة الفوضوية مثلما هو الحال بكل من باش جراح، باب الوادي، بلوزداد الحراش وغيرها. وحمّل مصدرنا المواطنين الجزء الأكبر من المسؤولية، حيث يقومون برمي نفاياتهم بطريقة عشوائية في كل مكان على الأرصفة وحتى في الساحات العمومية ولا يكلفون أنفسهم عناء رميها داخل الحاويات المتوفرة في كل بلديات العاصمة، إضافة إلى عدم احترام مواعيد إخراج النفايات في الأوقات التي تحددها كل بلدية مما أرهق عمال النظافة الذين أصبحوا يبذلون جهودا كبيرة في سبيل الحفاظ على نظافة محيط العاصمة.